اسم الکتاب : كامل الزيارات - ط مكتبة الصدوق المؤلف : ابن قولويه القمي الجزء : 1 صفحة : 84
إنَّ الأرض بَكَتْ
أربعين صباحاً بالسَّواد ؛ وإنَّ الشَّمس بَكَتْ أربعين صباحاً بالكُسوف والحُمرَة
؛ وإنَّ الجبال تَقَطعتْ وانْتَثَرتْ؛ وإنَّ البحار تَفجَّرت ؛ وإنَّ الملائكة
بَكَت أربعين صباحاً على الحسين عليهالسلام
، وما اخْتَضَبتْ منّا امرءةٌ ولا ادَّهَنتْ ولا اكْتَحَلتْ ولا رَجَّلتْ حتّى
أتانا راس عبيدالله بن زياد ، ومازلنا في عَبرةٍ[١]بعده ، وكان جدِّي إذا ذكره بكى حتّى
تملأ عيناه لحيته ، وحتّى يبكي لبكائه ـ رحمة له ـ مَن رَآه ، وإنَّ الملائكة
الَّذين عند قبره ليَبكون ، فيبكي لبكائهم كلُّ مَن في الهَواءِ والسَّماء من
الملائكة ، ولقد خرجتْ نفسه عليهالسلام
فزَفَرَتْ جهنَّمُ زَفْرَةً كادتِ الأرض تنشقّ لزَفْرَتها ، ولقد خَرَجتْ نفسُ
عبيدالله بن زياد ويزيدَ بن معاويةَ [لعنهم الله] ، فشَهِقَتْ جهنَّم شَهْقَة لولا
أنَّ الله حبسها بخزّانها لاُحْرقتْ مَن على ظهر الأرض مِن فَورها ، ولو يؤذن لها
ما بقي شيء إلاّ ابْتلَعتْه ، ولكنّها مأمورةٌ مصفودَةٌ ولقد عَتَتْ على الخُزَّان
غير مرَّةٍ حتّى أتاها جبرئيل فضربها بجناحِه فَسَكَنتْ ، وإنّها لتبكيه وتَنْدُبه
، وإنّها لتتلظّى على قاتِله ، ولولا مَن على الأرض مِن حُجَج الله لنقضتِ الأرض
وأكفأتْ [بـ]ـما عليها ، وما تكثر الزَّلازل إلاّ عند اقتراب السّاعة؛
وما من عَين أحبُّ إلى الله ؛ ولا
عَبرةٌ مِن عين بَكتْ ودَمَعَت عليه ، وما مِن باكٍ يبكيه إلاّ وقد وصل فاطمة عليهاالسلام وأسعدها عليه[٢]ووصَلَ رَسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأدّى حقّنا ، وما من عبد يُحشَرُ إلاّ
وعيناه باكيةً إلاّ الباكين على جدِّيَ الحسين عليهالسلام
، فإنّه يحشر وعينه قَريرة ، والبشارة تلقاه والسّرور [بيّن] على وجهه ، والخلق في
الفزع وهم آمنون ، والخلق يعرضون وهم حدّاث الحسين عليهالسلام
تحت العرش وفي ظلِّ العرش ، لا يخافون سوءَ يوم الحساب ، يقال لهم : ادخلوا الجنّة
، فيأبون ويختارون مجلسه وحديثه ، وأنَّ الحور لترسل إليهم أنّا قد اشتقناكم مع
الولدان المخلّدين فما يرفعون رؤوسهم إليهم لما يرون في مجلسهم
[١] العَبْرَة : الدَّمعة
قبل أن تفيض ، وقيل : تردّد الكباء في الصّدر ، وقيل : الحزن بلا بكاء ( أقرب
الموارد ) ورجَل الشَّعر : سرّحه.