اسم الکتاب : كامل الزيارات - ط مكتبة الصدوق المؤلف : ابن قولويه القمي الجزء : 1 صفحة : 342
« نسطور » الَّذي
علّم النّصارى أنَّ عيسى المسيح ابن الله ، وقال لهم : هم ثلاثة ، ونحو فرعون موسى
الَّذي قال : أنا رَبُّكم الأعلى ، ونحو نمرود الَّذي قال : قهرتُ أهل الأرض
وقتلتُ مَن في السَّماء ، وقاتل أمير المؤمنين ، وقاتل فاطمة ومحسن ، وقاتل الحسن
والحسين ، فأمّا معاوية وعَمرو[١]فما
يطمعان في الخلاص ، ومعهم كلُّ من نصب لنا العّداوة ، وأعان علينا بلسانه ويده
وماله ، قلت له : جعلت فداك فأنت تسمع ذا كلّه لا تفزع؟ قال : يا ابن بُكير إنَّ
قلوبنا غير قلوب النّاس ، إنّا مطيعون مصفّون مصطفون ، نرى ما لا يرى النّاس ، ونسمع
ما لا يسمع النّاس ، وأنّ الملائكة تنزل علينا في رِحالنا ، وتتقلّب في فُرُشنا ، وتشهد
طعامنا ، وتحضر موتانا ، وتأتينا بأخبار ما يحدث قبل أن يكون ، وتصلّي معنا ، وتدعو
لنا وتلقى علينا أجنحتها ، وتتقلّب على أجنحتها صبياننا ، وتمنع الدَّوابِّ أن تصل
إلينا ، وتأتينا ممّا في الأرضين مِن كلِّ نباتٍ في زَمانه ، وتسقينا مِن ماء كلِّ
أرض نجد ذلك في آنيتِنا ، وما مِن يوم ولا ساعةٍ ولا وقت صَلاةٍ إلاّ وهي تتهيّأ
لها[٢]،
وما مِن لَيلة تأتي علينا إلاّ وأخبار كلّ أرض عِندنا ، وما يحدث فيها وأخبار
الجنّ وأخبار أهل الهَوى من الملائكة ، وما من ملك يموت في الأرض ويقوم غيره إلاّ
أتانا خبره ، وكيف سيرته في الَّذين قبله ، وما مِن أرضٍ مِن سِتَّة أرضين إلى
السّابِعة إلاّ ونحن نؤتى بخبرهم ، فقلت : جُعلتُ فداك فأين منتهى هذا الجبل؟ قال
: إلى الأرض السّابعة [٣]،
وفيها جهنّم على وادٍ من أوديته ، عليه حفظة أكثر من نجوم السّماء وقطر المطر وعدد
ما في البحار وعدد الثّرى ، قد وُكِّل كل ملك منهم بشيء وهو مقيم عليه لا يفارقه ،
قلت : جُعِلْتُ فِداك إليكم جميعاً يلقون الأخبار؟ قال : لا إنّما يلقى ذلك إلى
صاحب الأمر ، إنّا لنحمل ما لا يقدر العباد على الحكومة فيه فنحكم فيه فمن
[١] هو ابن العاص
كما في رواية المفيد أو غيره في كتابه « الاختصاص ».