اسم الکتاب : كامل الزيارات - ط مكتبة الصدوق المؤلف : ابن قولويه القمي الجزء : 1 صفحة : 339
الباب الثّامن
والمائة
( نَوادر الزِّيارات )
١ ـ حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر
الحِميريُّ ، عن أبيه ، عن عليِّ بن محمّد بن سليمان ، عن محمّد بن خالد ، عن
عبدالله بن حمّاد البصريّ [١]،
عن أبي عبدالله عليهالسلام
« قال : قال لي : إنَّ عندكم ـ أو قال : في قُرْبكم ـ لفضيلة ما اُوتي أحدٌ مثلها ،
وما أحسبكم تعرفونها كنه معرفتها ، ولا تحافظون عليها ولا على القيام بها ، وإنَّ
لها لأهلاً خاصّة قد سمّوا لها ، واُعطوها بلا حول منهم ولا قوّة إلاّ ما كان من
صنع اللهِ لهم وسعادة حَباهم [الله] بها ورحمة ورأفة وتقدّم.
قلت : جُعِلت فِداك وما هذا الّذي وصفتَ
لنا ولم تُسمّه؟ قال : زيارة جدَّي الحسين [بن عليٍّ] عليهماالسلام فإنّه غريب بأرض غُرْبَة ، يبكيه من
زارَه ، ويحزنُ له من لم يَزُرْه ، ويحرق له مَن لم يشهده ويرحمه مَن نظر إلى قبر
ابنه عندَ رِجله في أرض فَلاة ، لا حميم قربه ولا قريب ، ثمَّ منع الحقّ وتوازَرَ
عليه أهل الرِّدَّة حتّى قتلوه وضَيّعوه وعرضوه للسّباع ، ومَنعوه شُربَ ماءِ
الفُرات الَّذي يشربه الكِلاب ، وضيّعوا حَقَّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ووصيّته به وبأهل بيته ، فأمسى
مَجفُوّاً في حفرته ، صَريعاً بين قرابته ، وشيعته بين أطباق التّراب ، قد أوحش
قربه في الوحدة والبُعد عن جدِّه ، والمنزل الَّذي لا يأتيه إلاّ من امتحن الله
قلبه للإيمان وعرَّفه حقّنا.
فقلت له : جُعِلتُ فِداك قد كنتُ آتيه
حتّى بليتُ بالسّلطان وفي حفظ أموالهم وأنا عندهم مشهورٌ فتركت للتّقية إتيانه
وأنا أعرف ما في إتيانه من الخير ،
[١] كذا في النّسخ ،
ولا يخفى ما في السّند ، وهو إمّا أن يكون « البصريّ » مصحّف « الأنصاري » ، أو
الواسطة سقطت من النّسخ ، والثّاني أظهر بالمقام ، لأنّه أقلّ ما يكون بينه وبين
الصّادق عليه السلام واسطة. وعليّ بن محمّد بن سليمان يروي عن أبي جعفر الثّاني
والعسكريّ عليهما السلام.
اسم الکتاب : كامل الزيارات - ط مكتبة الصدوق المؤلف : ابن قولويه القمي الجزء : 1 صفحة : 339