وتجتهد في الدُّعاء لنِفسك ولوالديك
وتخيّر مِنَ الدُّعاء ، فإن وصلت إليهم صلّى الله عليهما فَصَلِّ عند قبرهما
رَكعتين ، وإذا دخلت المسجد وصلّيت دعوت الله بما أحببت ، إنّه قريبٌ مجيبٌ ، وهذا
المسجد إلى جانب الَّدار وفيه كان يصلّيان ـ عليهما الصّلاة والسّلام[١].
* * * * *
[١] ذكر الصّدوق هذه
الزّيارة بعينها في الفقيه إلاّ أنّه أسقط قوله : « السّلام عليكما يا من بدا في
شأنكما » ، ثمّ قال : « وتجتهد في الدّعاء لنفسك ولوالديك وصلّ عندهما لكلِّ زيارة
ركعتين ركعتين ، وإن لم تصلّ إليهما دخلت بعض المساجد وصلّيت لكلّ إمامٍ لزيارته
ركعتين ، وادعو الله بما أحببت إنّ الله قريبٌ مجيبٌ ».
وقال الشّيخ المفيد
ـ قدّس الله روحه ـ على ما ينسب إليه من كتاب المزار : « إذا وردت مشهدهما صلّى
الله عليهما فاغتسل لزّيارة ، ثمّ امض حتّى تقف على باب القبّة واستأذن وادخل
مقدِّماً رجلك اليُمنى وقف على قبريهما وقل : « ثمّ ذكر الزيّارة بعينها إلاّ أنّه
بدّل قوله : « يا من بدا لله في شأنكما » بقوله : « يا أميني الله » ، ثمّ ذكر
الوداع ، ثمّ قال : « ثمّ اخرج ووجهك القبرين على أعقابك ».
أقول : أمّا « البداء
» في أبي محمّد الحسن عليهم السلام فقد مضى في باب النّصّ عليه أخبار كثيرة
[البحار ج ٥٠ ص ٢٣٩] بأنّ البداء قد وقع فيه وفي أخيه الّذي كان أكبر منه ومات
قبله ، كان في موسى وإسماعيل ، وأمّا في أبيه عليهم السلام فلم نر فيه شيئاً يدلّ
على البداء ، فلعلّه وقع فيه شيء من هذا القبيل ، أو من القيام بالسّيف أو غيرهما ،
أو نسب هذا البداء إلى الأب أيضاً ، لا التّنصيص على الإمامة يتعلّق به. وأمّا
الدّخول في الدّار للزّيارة فالأظهر جوازه لما ذكره الشّيخ رحمه الله ، ولرواية
ابن قولويه هذه ، ولما سيأتي في الزّيارات الجامعة من الوقوف عند القبر واللّصوق
به والانكباب عليه ، ولِعَمل القُدماء الأصحاب وأرباب النُّصوص منهم ، تجويزهم ذلك
، والله يعلم. ( العلاّمة المجلسيّ رحمه الله )
اسم الکتاب : كامل الزيارات - ط مكتبة الصدوق المؤلف : ابن قولويه القمي الجزء : 1 صفحة : 329