اسم الکتاب : كامل الزيارات - ط مكتبة الصدوق المؤلف : ابن قولويه القمي الجزء : 1 صفحة : 291
وهو أفضل ما استشفي
به ، فلا تَعدل به ، فإنّا نَسقيه صبياننا ونساءَنا فنَرى فيه كلَّ خير ، فقلت له :
جُعِلتُ فِداك إنّا لنأخذ منه ونستشفي به؟ فقال : يأخذه الرَّجل فيخرجه مِنَ
الحائر وقد أظهره فلا يمرُّ بأحدٍ من الجنِّ به عاهَةٌ ، ولا دابّةٍ ولا شيءٍ فيه
آفةٌ إلاّ شَمّه فتذهب بَرَكته فيصير بَرَكته لغيره ، وهذا الَّذي نتَعالج[١]به ليس هكذا ، ولولا ما ذكرت لك ما يمسح
به[٢]شيءٌ
ولا شُرِبَ منه شيءٌ إلاّ أفاق مِن ساعته ، وما هو إلاّ كحَجَر الأسوَد أتاه صاحبُ
العاهات والكفر والجاهليّة ، وكان لا يتمسّح به أحَدٌ إلاّ أفاق ، وكان كأبيض
ياقوتة فَأسْوَدَّ حتّى صار إلى ما رأيت ، فقلت : جُعِلت فِداك وكيف أصنع به؟ فقال
: تصنع به مع إظهارك إيّاه ما يصنع غيرك تَستخفّ به فتطرحه في خُرجِك وفي أشياءَ
دَنِسة فيذهب ما فيه ممّا تريده له[٣]،
فقلت : صدقتَ جُعلتُ فداك ، قال : ليس يأخذه أحَدٌ إلاّ وهو جاهل بِأخذِه ولا
يكادُ يسلم بالنّاس ، فقلتُ : جُعِلتُ فِداك وكيف لي أن آخذه كما تأخذ[ه]؟ فقال لي
: اُعطيك منه شيئاً؟ فقلت : نَعَم ، قال : إذا أخذته فكيف تصنع به؟ فقلت : أذهب به
معي ، فقال : في أيِّ شيءٍ تَجعلُهُ؟ فقلت : في ثيابي ، قال : فقد رَجَعْتَ إلى ما
كنتَ تَصنَع ، أشرَب عندنا منه حاجَتَك ولا تَحمِله ، فإنّه لا يسلم لك ، فسقاني
منه مرَّتين ، فما أعلم أنّي وجدتُ شيئاً ممّا كنتُ أجدُ حتّى انصرفت ».
٨ ـ حدَّثني محمّد بن الحسين بن متّ
الجوهريّ ، عن محمّد بن أحمدَ بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن إسماعيل
، عن الخَيبريّ ، عن أبي وَلاّد ، عن أبي بكر الحَضرَميّ ، عن أبي عبدالله عليهالسلام « قال : لو أنَّ مريضاً مِن المؤمنين
يعرف حَقَّ أبي عبدالله عليهالسلام[٤]وحُرْمَتَه ووِلايَتَه أخذَ مِن طِين
قبرِه مثل رأس أنملَة كان له دَواء ».