اسم الکتاب : كامل الزيارات - ط مكتبة الصدوق المؤلف : ابن قولويه القمي الجزء : 1 صفحة : 133
٢ ـ وبإسناده عن الأصمّ[١]قال : حدَّثنا هشام بن سالم ، عن أبي
عبدالله عليهالسلام ـ في حديث
طويل ـ « قال : أتاه رَجل فقال له : ياابن رسول الله هل يُزار والدُك؟ قال : فقال :
نَعَم ويصلّى عنده ، وقال : يصلّى خلفَه ولا يتقدَّم عليه ، قال : فما لمن أتاه؟
قال : الجنّة إن كان يأتمُّ به ، قال : فما لمن تركه رَغبةً عنه؟ قال : الحَسرة
يوم الحسرة ، قال : فما لمن أقام عنده؟ قال : كلُّ يوم بألف شهر ، قال : فما
للمُنفق في خروجه إليه والمنُفق عندَه؟ قال : درهم بألف درهم؛
قال : فما لِمَن مات في سَفره إليه؟ قال
: تُشيّعه الملائكة ، وتأتيه بالحنوط والكسوة مِن الجنّة ، وتصلّي عليه إذ كفّن
وتكفّنه فوق أكفانه ، وتفرش له الرّيحان تحته ، وتدفع الأرض حتّى تصوّر من بين
يديه[٢]مسيرة
ثلاثة أميال ، ومِن خَلفِه مثل ذلك ، وعند رَأسه مثل ذلك ، وعند رِجليه مثل ذلك ، ويفتح
له باب من الجنّة إلى قبره ، ويدخل عليه رَوحها ورَيحانها حتّى تقوم السّاعة؛
قلتُ : فما لِمَن صلّى عنده؟ قال : مَن
صلّى عنده رَكعتين لم يسألِ الله تعالى شيئاً إلاّ أعطاه إيّاه ، قلت : فما لِمَن
اغتسل مِن ماءِ الفُرات ، ثمّ أتاه؟ قال : إذا اغتسل مِن ماءِ الفرات وهو يريده
تساقَطَتْ عنه خطاياه كيوم ولَدَتْه اُمّه ، قال : قلت : فما لِمَن يجهز إليه ولم
يخرج لعلّه تُصيبه؟ قال : يعطيه الله بكلِّ دِرْهم أنفقه مثل اُحُد مِن الحَسَنات ،
ويخلف عليه أضعاف ما أنفقـ[ـه] ، ويصرف عنه من البلاء ممّا قد نزل ليصيبها ، ويدفع
عنه ، ويحفظ في ماله؛
قال : قلت : فما لِمَن قُتل عنده ، جار
عليه سلطانٌ فقتَله؟ قال : أوَّل قطرة مِن دَمِه يُغفَر له بها كلُّ خطيئة ، وتَغسلُ
طِينتَه الّتي خُلق منها الملائكةُ حتّى تخلص كما خلصتِ الأنبياء المخلصين ، ويذهب
عنها ما كان خالطها مِن أجناس طين أهل الكفر ، ويغسل قلبه ويشرح صدره ويملأ
إيماناً فيلقى الله وهو مخلَصٌ مِن كلِّ ما تخالطه الأبدان والقلوب ، ويكتب له
شفاعة في أهل بيته