اسم الکتاب : كامل الزيارات - ط مكتبة الصدوق المؤلف : ابن قولويه القمي الجزء : 1 صفحة : 124
يقول : قبر الحسين عليهالسلام ـ عشرون ذِراعاً في عِشرين ذراعاً
مُكسّراً ـ روضة من رِياض الجنّة ، منه معراج إلى السّماء ، فليس من ملك مقرَّب
ولا نبيٍّ مرسل إلا وهو يسأل الله تعالى أن يزور الحسين عليهالسلام ، ففوجٌ يهبط وفوجٌ يصعد ».
٥ ـ وعنه[١]، عن أبيه ، عن جَدِّه ، عن عبدالله بن
حمّاد ، عن إسحاقَ بن عمّار « قال : قلت لأبي عبدالله عليهالسلام : جُعلتُ فِداكَ يا ابن رسول الله كنت
في الحيرة ليلة عرفة فرأيت نحواً مِن ثلاثة آلاف وأربعة آلاف رَجل ، جميلة وجوههم ،
طيّبة ريحهم ، شديد بياض ثِيابهم ، يصلّون اللَّيل أجمع ، فلقد كنت اُريد أن آتي
قبر الحسين عليهالسلام واُقبّله
وأدعو بدعوات ، فما كنت أصل إليه من كثرة الخلق ، فلمّا طلع الفجر سجدتُ سِجدةً ، فرفعت
رأسي فلم أرَ منهم أحداً ، فقال لي أبو عبدالله عليهالسلام
: أتدري مَن هؤلاء؟ قلت : لا جُعِلتُ فِداك ، فقال : أخبرني أبي ، عن أبيه قال : مَرَّ
بالحسين عليهالسلام أربعة آلاف
ملكٍ ـ وهو يقتل ـ فعرجوا إلى السّماء فأوحى الله تعالى إليهم : يا معشر الملائكة
مَرَرتُم بابن حبيبي وصَفيّي محمَّدٍ وهو يُقتل ويضطهد مظلوماً فلم تنصروه؟!
فانْزِلو إلى الأرض إلى قبر فابْكوه شُعْثاً غُبراً إلى يوم القيامة ، فهم عنده
إلى أن تقوم السّاعة » [٢].
٦ ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله تعالى ـ عن
سعد بن عبدالله ـ عن بعض أصحابه ـ عن أحمد بن قتيبة الهَمداني ، عن إسحاق بن عمّار
« قال : قلت لأبي عبدالله عليهالسلام
: إني كنت بالحائر ليلة عرفة وكنت اُصلّي وثَمَّ نحوٌ مِن خمسين ألفاً مِن النّاس ،
جميلة وجوههم ، طيّبة روائحهم ، وأقبلوا يصلّون اللّيلة[٣]أجمع ، فلمّا طلع الفجر سَجَدتُ ثمَّ
رفعتُ رأسي فلم أرَ منهم أحداً ، فقال لي أبو عبدالله عليهالسلام : أنّه مَرَّ بالحسين عليهالسلام خمسون ألف مَلَك ، وهو يقتل فعرجوا إلى
السَّماء فأوحى الله تعالى إليهم : مَرَرتم بابن حبيبي وهو يقتل فلم تنصروه؟!
فاهبُطوا إلى الأرض فاسْكنوا عند قبره شُعْثاً غُبراً إلى يوم تقوم السّاعة ».
[١] الضّمير راجع
إلى القاسم بن محمّد بن عليّ بن إبراهيم.