وفسّر الشذوذ : بمخالفة الخبر لما رواه
الناس. وفسّر العلة : بما يكون في الخبر « من أسباب خفيّة قادحة يستخرجها الماهر
في الفن [١].
وعقبّه ولده بقوله : « كالارسال فيما
ظاهره اتصال ، ولا ينتهي المعرفة بها الى حد القطع ، بل تكون مستفادة من قرائن
يغلب معها الظن ، أو يوجب التردد ، والشك » [٢].
ثمّ قال الشهيد : « وأصحابنا لم يعتبروا
في حد الصحيح ذلك. والخلاف في مجرد الاصطلاح ، وإلا فقد يقبلون [ أي العامة ]
الخبر الشاذ والمعلل ، ونحن قد لا نقبلهما ، وإن دخلا في الصحيح بحسب العوارض » [٣].
وقوّى ولد الشهيد اشتراط سلامة الخبر من
العلة ، فقال : « وأما عدم منافاة العلة فموضع تأمل ، من حيث أن الطريق الى
استفادة الاتصال ونحوه من أحوال الأسانيد ، قد انحصر عندنا بعد انقطاع طريق
الرواية من جهة السماع ، والقراءة في القرائن الحالية الدالة على صحة ما في الكتب
ولو بالظن ولا شك أن فرض غلبة الظن بوجود الخلل ، او تساوي احتمالي وجوده وعدمه ،
ينافي ذلك ، وحينئذ يقوى اعتبار انتفاء العلة في مفهوم الصحة الخ » [٤].
ومراده بتساوي احتمالي وجود الخلل وعدمه
هو الشك في وجوده ، فلم يترجح جانب عدمه ، ليحصل الظن بالعدم ، وتثبت الصحة ولو
ظناً. ولذا صرح ب « أن المناسب في تعريف الصحيح أن يقال : هو متصل السند بلا علة
الى المعصوم (ع) برواية العدل الضابط عن مثله في جميع المراتب » [٥].