بأحاديث الكوفيين ،
وإكثارهم من الرواية عنه ، يمكن عده توثيقاً عملياً له أو مدحاً فيدخل في الحسان ،
كما بنى جماعة على حسنه لذلك. ولا ينافيه عدم الوقوف على تعديله بالتنصيص.
وأما كلامه في احمد المذكور فقد صدّره
بقوله : « كان من أهل الفضل والأدب والعلم ، عليه قرأ أبو الفضل محمد بن الحسين بن
العميد ، وله كتب عديدة لم يصنف مثلها الخ ». فيكون تفريع قوله : « فالأقوى قبول
روايته ». على ذلك المدح لامكان دخوله في الحسان بسببه ، لا على قوله : « ولم يرد
فيه جرح ». ليقال : بأن العلامة يكتفي في اعتبار الراوي بكونه إمامياً لم يجرح.
وعلى فرض عدم ظهور الكلام في التفريع
على ما ذكره في صدره فلا ظهور له في التفريع على قوله : « ولم يرد فيه جرح ».
لاحتمال كل من الأمرين فيكون مجملاً.
وحكي عن الشهيد الثاني في ( تعليقات
الخلاصة ) أنه اعترف بأن ما ذكره العلامة في صدر كلامه يقضي بمدح احمد المذكور ،
ويترتب قبول روايته على قبول مثله من الممدوحين. لكنه أورد عليه بقوله : « وأما
تعليله بسلامتها عن المعارض فعجيب لا يناسب أصله في الباب ، فان السلامة عن
المعارض مع عدم العدالة إنما يكفي على أصل من يقول بعدالة من لا يعلم فسقه ،
والمصنف لا يقول به ، لكنه يتفق منه في هذا القسم كثير [١].
ولم يظهر لي وجه ذلك فان العلامة لم
يعلل قبول روايته بسلامتها عن المعارض وإنما ذكرها شرطاً في قبولها ، كما في جميع
الاخبار المعتبرة ، إذ عند حصول التعارض يرجع الى قواعده.