شاذان كانا عنده
ونقل منهما الأحاديث. وقد ذكر المحدثون وعلماء الرجال أنهما عرضا على الأئمة (ع)
». وقال : « مع أن كثيراً من الكتب التي ألفها ثقات الامامية في زمان الأئمة (ع)
موجودة الآن موافقة لما ألفوه في زمان الغيبة » [١].
وحّدث يونس بن عبد الرحمان فقال : «
وافيت العراق فوجدت بها قطعة من أصحاب أبي جعفر عليهالسلام
ووجدت أصحاب أبي عبد اللّه عليهالسلام
متوافرين فسمعت منهم ، وأخذت كتبهم فعرضتها من بعد على أبي الحسن عليهالسلام فأنكر منها أحاديث كثيرة أن تكون من
أحاديث أبي عبد اللّه عليهالسلام
الخ » [٢].
وروى اسماعيل بن الفضل الهاشمي في
الصحيح قال : « سألت أبا عبد اللّه (ع) : عن المتعة فقال (ع) : الق عبد الملك بن
جريح فسله عنها فان عنده منها علماً. فلقيته فأملى عليّ شيئاً كثيراً في استحلالها
... فأتيت بالكتاب أبا عبد اللّه (ع) فقال : صدق. وأقر به » [٣].
إذن فلم يبق في تلك الكتب المعروضة على
الأئمة الأطهار (ع) أي حديث موضوع قد دس فيها. وتلك الكتب ونظائرها هي التي اعتمد
عليها أصحاب المجاميع في نقل الأحاديث.
وثانياً : أن قدماء أصحابنا ـ رضوان
اللّه عليهم ـ قد تنبّهوا لذلك وبذلوا أقصى جهودهم حول تمييز الأخبار المعتبرة عن
غيرها ، وانتقاء ما دلت القرائن على أنه ليس بموضوع ولا مدسوس ، حتى أن الكليني لم
يتم له جمع أحاديث كتابه ( الكافي ) إلا في مدة عشرين سنة [٤]. ولذا شهد