اسم الکتاب : الإرشاد المؤلف : الشيخ المفيد الجزء : 2 صفحة : 245
أحمد بن موسى رَضِيَ اللّهُ عنه أَعْتَقَ أَلفَ مَمْلوك.
أخْبَرَني الشريفُ أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى قالَ : حَدَّثَنا جَدِّي قالَ : سمعت إِسماعيلَ بن موسى يَقُولُ : خَرَجَ أبي بوَلَدِه إِلى بَعْض أَمْوالِه بالمدينةِ ـ وأَسْمى ذلك المالَ إلا أَنَّ أَبا الحسين يحيى نَسِيَ الاسْمَ ـ قالَ : فكُنَّا في ذلك المكانِ ، وكانَ مع أَحمد بن موسى عشرونَ من خَدَمِ أَبي وحَشَمِهِ ، إِنْ قامَ أَحمدُ قاموا معه ، وان جَلَسَ جَلَسُوا معه ، وأَبي بعد ذلك يَرْعاهُ بِبَصَرِهِ ما يَغْفُلُ عنه ، فما انْقَلَبْنا حتى انْشَجّ [١] أحمد بن موسى بيننا [٢].
وكانَ محمدُ بن موسى من أهلِ الفضلِ والصَّلاحِ. أَخْبَرَني أَبو محمد الحسن بن محمّد بن يحيى قالَ : حَدَّثني جدِّي قالَ : حَدَّثَتْني هاشميةُ مولاة رُقَيَّة بنت موسى قالَتْ : كان محمَّدُ بن موسى صاحبَ وُضوء وصَلاةٍ ، وكانَ لَيْلَهُ كلَّه يتوضأ ويُصَلِّي فَنَسْمَعُ سَكْبَ الماءِ والوُضوء ثمَّ يُصَلِّي لَيْلاً ثمَّ يَهْدَأ ساعَةً فيَرقُدُ ، ويَقُومُ فَنَسْمَعُ سَكْبَ الماءِ والوضوء ثَم يُصَلِّي ثمَّ يَرْقُد سًويعةً ثمَّ يَقُومُ فَنَسمَعُ سكْبَ الماءِ والوُضوء ، ثمَّ يصّلِّي فلا يَزالُ ليلَه كذلك حتى يُصبِحَ ، وما رَأيْتهُ قَطُّ إِلا ذَكَرْتُ قَوْلَ اللهِ تعالى : (كَانُوا قَليلاً مِنَ اللَيْلِ مَا يَهْجَعًونَ )[٣] ، [٤].
وكان إِبراهيمُ بن موسى سَخِيّاً شجاعاً كَريماً ، وتَقَلَّد الإمْرَةَ على
[١] في هامش «ش» و «م» : أي اصابته مع تلك المراعاة العظيمة اصابته شجٌة.