responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإرشاد المؤلف : الشيخ المفيد    الجزء : 2  صفحة : 202

ذُكِرَ العلماءُ فبكَ ثَنْيُ الخناصِرِ [١] خَبِّرنا أَيُّها البحرُ الزّاخرُ ، ما الدّليل على حدوث [٢] العالم َ؟

فقالَ أَبو عبدِاللهِّ 7 : «مِنْ أقرب الدّليلِ على ذلكَ ما أَذكرهُ لكَ ؛ ثمّ دعا ببيضةٍ فوضعَها في راحتهِ وقالَ :َ هذا حصنٌ مَلمومٌ ، داخله غِرْقيءٌ [٣] ، رقيقٌ ، تُطيفُ به كالفضّةِ السّائلةِ والذّهبةِ المائعةِ ، أَتشكُّ في ذلكَ؟

قالَ أَبو شاكرٍ : لا شكَّ فيه.

قالَ أَبوعبدِاللهِّ 7 : «ثمّ إِنّه يَنْفَلقُ عن صورةٍ كالطّاووسٍ ، أَدَخَلَه شيءٌ غيرُما عرفتَ؟».

قالَ : لا.

قالَ : «فهذا الدّليلُ على حَدَثِ العالمِ ».

فقالَ أَبو شاكرٍ : دَلَلْتَ ـ أَبا عبدِاللهِّ ـ فأَوضحتَ ، وقلتَ فأحسنتَ ، وذكرتَ فأَوجزتَ ، وقد علمتَ أَنّا لا نَقبلُ إِلّا ما أَدركْناه بأَبصارِنا ، أَو سمعْناه بآذانِنا ، أَوذقناه بأَفواهِنا ، أَو شممنْاه بأُنوفِنا ، أَو لمسْناه ببشرتِنا.

فقالَ أَبو عبدِاللهِّ 7 : «ذكرتَ الحواسَّ الخمسَ وهي لا


[١] ثني الخناصر: بفلان تثنى الخناصر أي تُبتدأ به اذا ذكر أشكاله. «لسان العرب ـ خنصر ـ ٤ : ٢٦١ ».

[٢] في «ش» و «م» : حَدَثَ ، وما في المتن من نسخة «ح ».

[٣] الغرقئ : قشر ألبيض الرقيق الذي تحت القشر الصلب «الصحاح ـ غرقا ـ ١ : ٦١ ».

اسم الکتاب : الإرشاد المؤلف : الشيخ المفيد    الجزء : 2  صفحة : 202
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست