responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإرشاد المؤلف : الشيخ المفيد    الجزء : 1  صفحة : 155

وبُعْدِ المسافة[١]ولقاءِ العدوّ ، ثمّ نهض بعضُهم على استثقال للنهوض ، وتخلّف آخرون.

ولما أراد رسولُ الله 9 الخروجَ استخلف أميرَ المؤمنين 7 في أهله وولده وأزواجه ومهاجره ، وقال له ، « يا عليُّ إنّ المدينةَ لا تَصْلَحُ إلاّ بي أو بك ».

وذلك أنّه 7 عَلِم من خُبث نيّات الأعراب ، وكثيرٍ من أهل مكّة ومَن حولها ، ممّن غَزاهم وسَفكَ دماءهم ، فأشْفَقَ أن يَطلبُوا المدينةَ عند نَأيه عنها وحصُولهِ ببلاد الروم أو نحوها ، فمتى لم يكنْ فيها من يقومُ مَقامه ، لم يُؤْمَنْ مِن مَعَرَّتهم ، وإيقاع الفَساد في دار هِجرته ، والتخطّي إلى ما يَشين أهلَه ومُخَلَّفِيه.

وعَلِم علهيه السلام أنّه لا يقوم مقامَه في إرهاب العدُوّ وحراسة دار الهجرة وحِياطَة من فيها ، إلاّ أميرُ المؤمنين 7 ، فاستخلفه استخلافاً ظاهراً ، ونَصَّ عليه بالإمامة من بعده نصّاً جلياً.

وذلك فيما تظاهرت به الرواية أنَّ أهلَ النفاق لمّا عَلِموا باستخلاف رسولِ الله 9 عليّاً 7 على المدينة ، حَسَدُوه لذلك وعَظُم عليهم مُقامُه فيها بعد خروجه ، وعلِموا أنها تَنْحَرِس به ، ولا يكون للعدوّ فيها مَطْمَع ، فساءهم ذلك ، وكانوا يؤثرون خروجَه معه ، لِما يَرجُونه من وقوع الفَساد والاختلاط عند نأيِ النبي 9 عن المدينة ، وخُلُوّها من مرهوب مخوفٍ يَحرُسُها.


[١] في « م » وهامش « ش » : الشقة.

اسم الکتاب : الإرشاد المؤلف : الشيخ المفيد    الجزء : 1  صفحة : 155
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست