اسم الکتاب : أعلام الدين في صفات المؤمنين المؤلف : الديلمي، حسن بن محمد الجزء : 1 صفحة : 75
المؤخر ، وجعل
الإوقات والفضاء وألجو والمكَان حاجة الكون ومستقر العالم ، وشاء الكون وشاء وقته
كل كائن ، فهو موجوده على ما يشاء ويريده من أفعاله سبحانه ، وحسن افعال خلقه لا
قبيح افعالهم ، ولا يكون إلآ كذلك ، ولا خروج للشيء عنه بغلبة ، وذلك كمال الملك ،
وتمام الحكم ، وإبرام ألأمر ، وكل غيب عنه شهادة ، وهو المفيد ولا يتوقع إفادة ، ومزيد
ولا يتوقع زيادة ، ومحدث ولا عليه حدث ، مخترع ولا كذلك غيره ، ومبدع ولا معه بديع
، بل هو بديع السماوات والأرض وما بينهما وما خرج عنهما ، وصانع لابآلة ، وخالق لا
بمباشرة ، وسميع بصير لابأداة ، علا عن الخصماء والأنداد ، وتقدس عن الأمثال
والأضداد ، وجلّ عن الصاحبة والأولاد ، حكمته لا كحكمة الحكماء ، سبحانه ما أقدره
وأيسر القدرة عليه! وما أعزه وأعز من اعتمد عليه! وذكره واستسلم إليه! إذ العزة له
وهو العزيز بعزته تعالى عن المثل والشبه ، إذ الشبه ذل ونقص ، وهو العزيز الأجل ذوالجلال
والاكرام ، قمع بعزته وجلاله عزة كل متكبر جبار ، لايتغير أبدا ، ولايفاوت في
صفاته الذاتية ، ولا يحيط له بحقيقة ذات ، إذ الحقيقة والمائية [١] لايقع إلا على المحدودات ، وهو سبحانه
محدثها ، وهو على كمال تعجز عن وصفه الألباب ، وتندحض الافهام والأوهام عن درك
صفاته ، العزيز الأعز ذي المفاخر ، الذي افتخر بفخره كل فاخر ، اتضعت [٢] بقدرته وقوته كل ذي قدرة وقوّة ، وتاه
كل ذي كمال وجلال في كماله وجلاله ، وخضعت الرقاب لعظمته وسلطانه ، وذل كل متجبر لجبروته
وكبريائه ، لم يجبر الخلق على ما كلفهم ، بل جبل القلوب على فطرة معرفته.
سبق المكان فلا مكان ، لأنه سبحانه كان
ولا مكان ، ثم خلق المكان ، فهوعلى ما كان قبل خلق المكان ، وهو القريب بلا التصاق
، والبعيد من غير افتراق ، حاضركل خاطر ، ومخطرصحيح كل خاطر ، ومشاهد كل شاهد
وغائب ، مدرك كل فوت ، ومؤنس كل أنيس ، وأعلى من كل عال ، وهوعلى كل شيء عال علوه
على ما تحت التحت كعلوه على ما فوق الفوق ، صفاته لاتستشعر بالمشاعر ، وأوصافه لا
تكيف بتكيف ، وهو الشيء لا كالأشياء ، ثابت لايزول ، وقائم لايحول ، سبق القبل
فلاقبل