اسم الکتاب : أعلام الدين في صفات المؤمنين المؤلف : الديلمي، حسن بن محمد الجزء : 1 صفحة : 57
وذم الفاسق مشترط الا بعفا [١] عن مستحقه ابتداءاً أو عند شفاعة ، وإذا
ظهر كفر ممن كان على الإيمان ، وجب الحكم على ما مضى منه على المظاهرة (به النفاق)
[٢] ، أو كونه
حاصلاً عن تقليد ، أو عن نظر لغير وجهه ، لما بيناه من الأدلة الموجبة لذلك.
ولابد من انقطاع التكليف ، والا انتقض
الغرض المجرى به إليه من التعريض للثواب ، ولا يعلم بالعقل كيفية انقطاعه وحال [٣] أيضاً أو جنسه وكيفية فعله ، وإنمايعلم
ذلك بالسمع.
وقد حصل العلم من دينه صلى اللّه عليه
ضرورةً ، ونطق القران بأن اللّه تعالى آخر بعد فناء كل شيء ، كما كان أولاً قبل
وجود شيء ، حسب ما أخبرسبحانه من قوله : ( هُوَ الْأَوَّلُ
وَالْآخِرُ )[٤] ينشؤهم بعد
ذلكُ ويحشرهم ليوم لا ريب فيه ، مستحق الثواب خالصاً والعقاب الدائم ، ليوصل كلاً
منهما إلى مستحقه على الوجه الذي نص عليه تعالى ، ومن اجتمع له الاستحقاقان فإن [٥] يستوفي منه سبحانه ما يستحقه من العقاب
، أو يعفو عنه ابتداءاً ، أو عند شفاعة ، ثم يوصله إلى ثواب إيمانه وطاعاته الدائم
والمولم [٦]
به تعالى أو بغيره ، ليوصله إلى ما يستحقه من العوض عليه تعالى أوعلى غيره ، ثم يدخله
الجنة إنكان من أهلها أو النار ، أو يبقيه ، أو يحرمه إن كان ممن لا يستحقها من
البهائم والأطفال والمجانين ومن لا يستحق العوض ، ليتفضل عليه.
وهذا ـ اجمع ـ جائز من طريق العقل
لتعلقه بمبتدئهم تعالى ، والنشأة الثانية أهون من الأولى ، وهي واجبة لما بيناه من
وجوب ايصال كل مستحق إلى مستحقه من ثواب أو عقاب أو عوض.
ولا تكليف على أهل الآخرة باجماع ، ولأن
العلم بحضور المستحق من الثواب والعقاب وفعله عقيب الطاعة والمعصية ملج ، والالجاء
ينافي التكليف ، وأهل الآخرة