اسم الکتاب : أعلام الدين في صفات المؤمنين المؤلف : الديلمي، حسن بن محمد الجزء : 1 صفحة : 54
وجهة الأحكام ، ليعلم مكلفها الوجه الذي
عليه يصح التصرف مما لايصبح.
فوضح ذلك علمنا ضرورة من حال فاعل
العبادات الشرعية ومجتنب المحرمات كونه أقرب لنا ، للأنصاف والصدق وشكر النعمة
وردّ الوديعة وسائر الواجبات ، والبعد من الظلم والكذب وسائر القبائح.
ومن حال فاعل المحرمات الشرعيات والمخل
بالعبادات ، كونه أقرب [ من ] [١]
القبيح العقلي وابعد من الواجب.
ولا شبهة أن من بلي بالتجارة فلم يعلم
أحكام البيوع ، لم يكن على يقين منصحة التملك.
وكذلك من بلي بالإرث مع جهله بأحكام
المواريث ، لايكون على ثقة مما يأخذ ويترك.
وكذلك يجري الحال في سائر الأحكام ، وقد
استوفينا الكلام في هذا القدح في مقدمة كتاب [٢]
« العمدة » و « التلخيص » في الفروع ، وفي كتابي « الكافي في التكليف » وفيما
ذكرناه هاهنا بلغة ..
ولا طريق إلى اثبات الأحكام الشرعية
والعمل بها إلا العلم دون الظن ، لكون التعبد بالشرائع مبنياً على المصالح التي
لايوصل إليها بالظن ، ولا سبيل إلى العمل بجملتها إلا من جهة الأئمة المنصوبين
لحفظها ، المعصومين في القيام بها ، المأمونين في ادائها ، لحصول العلم بذلك من
دينهم لكل مخالط ، وارتفاع الخوف من كذبهم لثبوت عصمتهم عليهمالسلام.
ولابد في هذه التكليف من داع وصارف ، وذلك
مختص بالمستحق عليه من المدح والثواب والذم والعقاب والشكر.
فالمدح : هو القول المنبىء عن عظم حال
الممدوح ، وهو مستحق بفعل الواجب والمندوب واجتناب القبيح.
والثواب : هوالنفع المستحق الواقع على
جهة التعظيم والتبجيل ، وهو مستحق من الوجوه الثلاثة بشرط المشقة.