اسم الکتاب : أعلام الدين في صفات المؤمنين المؤلف : الديلمي، حسن بن محمد الجزء : 1 صفحة : 51
المصالح من المفاسد.
والدلالة على حسن البعثة لذلك قيام
البرهان على وجوب بيان المصالح والمفاسد للمكلّف في حق المكلّف ، فلا بد متى علم
سبحانه ماله هذه الصفة من بعثه مبيناً له ، ولابد من الموت [١] المبعوث معصوماً فيما يرد به من حيث
كان الغرض في تعينه ليعلم المكلف المصالح والمفاسد من جهته ، فلو جاز عليه الخطأ
فيما يؤديه لارتفعت الثقة بادائه ، وقبح العمل بأوامره واجتناب نواهيه.
ولابد من كونه معصوماً من القبائح ، لوجوب
تعظيمه على الإطلاق وقبح ذمه ، والحكم بكفر المستخف خيط به مع وجوب ذم فاعل
القبيح.
ولا يعلم صدقه إلا بالعجز ، ويفتقر إلى
شروط ثلا ثة :
أولها : أن يكون خارقاً للعادة ، لأنه
إن كان معتاداً ـ وإن تعذر جنسه ـ كخلق الولد عند الوطء ، وطلوع الشمس من المشرق ،
والمطر في زمان مخصوص ، لم يقف على مدع من مدع.
وطريق العلم بكونه خارقاً للعادة ، اعتبار
حكمها وما يقع فيها ويميزه من ذلك على وجه لا لبس فيه ، أو بحصول تحد وتوفر دواعي
المتحدي وخلوصا [٢]
وتعذر معارضته.
وثانيها : أن يكون من فعله تعالى ، لأن
من عداه سبحانه يصح منه ايثار القبيح فلا يؤمن منه تصديق الكذاب ، وطريق العلم
بكونه من فعله تعالى ، أن يكون متعدد الجنس كالجواهر والحياة وغيرهما من الأجناس
الخارجة من مقدور المحدثين ، أو يقع بعض الاجناس المختصة بالعباد على وجه لايمكن
إضافته إلا إليه سبحانه.
ثالثها : أن يكون مطابقاً للدعوى ، لأنه
إن كان منفصلاً عنها لم يكن مدع أولى به من مدع ، وطريق ذلك المشاهدة أو
خبرالصادق.
فتمى تكاملت هذه الشروط ثبت كونه معجزا
، إذ (لاصدق من) [٣]
اقترن ظهوره بدعواه لأنه جار مجرى قوله تعالى : صدق هذا عليَّ فيما يؤديه عني ، وهو
تعالى لايصدق الكذابين.