اسم الکتاب : أعلام الدين في صفات المؤمنين المؤلف : الديلمي، حسن بن محمد الجزء : 1 صفحة : 346
ويسمعون كلامه ، لذهلوا
عن ميّتهم ، وبكوا على نفوسهم ، حتى إذا حمل الميت على نعشه ، رفرف روحه فوق النعش
، وهو ينادي : يا أهلي وولدي لا تلعبنّ بكم الدنيا كما لعبتبي ، جمعته من حلّه ومن
غير حله ، وخلّفته لغيري ، فالمهنّأ له ، والتبعات عليَّ ، فاحذروا من مثل ما نزل
بي » [١].
ومما حفظت من كتاب (الخصال) بروايته
المتصلة ، واقتصرت على ذكر الرجال إحالة على الأصل ، أربعين حديثاً [٢] :
أولها
: إن النبي صلىاللهعليهوآله
، أوصى إلى أمير المؤمنين عليهالسلام
، فكان فيما أوصى به إليه أن قال : « يا علي ، من حفظ عني من اُمتي أربعين حديثاً
، يطلب بذلك وجه الله والدار الآخرة ، حشره الله تعالى ـ يوم القيامة ـ مع النبيين
والصّديقين والشهداء والصالحين ، وحسن اُولئك رفيقاً.
فقال له علي عليهالسلام : أخبرني ـ يا رسول الله ـ ما هذه
الأربعون حديثاً؟
فقال : أن تؤمن بالله وحده لا شريك له ،
وتعبده ولا تعبد غيره ، وتقيم الصلاة بوضوء سابغ في مواقيتها ، ولا تؤخرها فإن في
تأخيرها من غير علّة غضب الله عز وجل وتؤدي الزكاة ، وتصوم شهر رمضان ، وتحجّ
البيت إذا كان لك مال وكنت مستطيعاً ، وأن لا تعق والديك ، ولا تأكل مال اليتيم
ظلماً ، ولا تأكل الربا ، ولا تشرب الخمر ولاشيئاً من الأشربة المسكرة ، ولا تزني
، ولا تلوط ، ولا تمشي بالنميمة ، ولا تحلف بالله كاذباً ، ولا تسرق ، ولا تشهد
شهادة الزور لأحد ـ قريباً كان أو بعيداً ـ وأن تقبل الحق ممن جاء به ـ صغيراً كان
أوكبيراً ـ وأن لا تركن إلى ظالم ـ وإن كان حميماً قريباً ـ وأن لا تعمل بالهوى ، ولا
ترمي [٣] المحصنة ، ولا
ترائي فإنّ يسير [٤]
الرياء شرك بالله عز وجل ، وأن لا تقول لقصير : يا قصير ، ولا لطويل : يا طويل ، تريد
بذلك عيبه ، وأن لا تسخر بأحد من خلق الله ، وأن تصبر على البلاء والمصيبة ، وأن
تشكر نعم الله التي أنعم الله بها عليك ، وأن لا تأمن عقاب الله على ذنب تصيبه ، وأن
لا تقنط من رحمة