اسم الکتاب : أعلام الدين في صفات المؤمنين المؤلف : الديلمي، حسن بن محمد الجزء : 1 صفحة : 332
« اغتسل بماء وسدر » ففعلت ثم عدت إليه ، وقلت :
يا رسول الله عظنا عظة ننتفع بها. فقال : « يا قيس ، إن مع العز ذلاً ، وإن مع
الحياة موتاً ، وإن مع الدنيا آخرة ، وان لكلّ شيء حسيباً ، وعلى كل شيء رقيباً ، وإن
لكل حسنة ثواباً ، ولكلّ سيئة عقابا ، وإن لكل أجل كتاباً.
وإنه ـ يا قيس ـ لابد لك من قرين ، يدفن
معك وهو حيُّ وتدفن معه وأنت ميت ، فإن كان كريماً أكرمك ، وإن كان لئيماً أسلمك ،
ثم لا يجشر إلا معك ، ولا تحشر إلا معه ، ولا تسأل إلا عنه ، ولا تبعث إلا معه ، فلا
تجعله إلا صالحاً ، فإنه [ إن ] [١]
كان صالحاً لم تأنس إلا به ، وإن كان فاحشاً لم تستوحش إلا منه وهو عملك ».
فقال قيس : يا رسول الله ، لو نظم هذا
شراً لا فتخرنا به على من يلينا من العرب ، فقال رجل من أصحابه ، يقال له الصلصال [٢] : قد حضر فيه شيء يا رسول الله ، أفتأذن
لي بإنشاده ، فقال : « نعم » فأنشأ يقول :
وقال العبد الفقير إلى رحمة
ربه ورضوانه ، الحسن بن أبي الحسن الديلمي ، أعانه الله على طاعته ، وتغمده برأفته
ورحمته ، مُملّ هذه الأحاديث النبوية في المعنى :
[٢] هو الصلصال بن الدلهمس بن جندلة بن المحتجب بن الأعز ، أبو الغضنفر ، قال ابن
حبان : له صحبة ، وذكر ابن الجزري ما في المتن من انشاده الشعر في حضرة رسول الله (ص)
اُنظر « الإصابة في تمييز الصحابة ٢ : ١٩٣ ، اُسد الغابة ٣ : ٢٨ ».