اسم الکتاب : أعلام الدين في صفات المؤمنين المؤلف : الديلمي، حسن بن محمد الجزء : 1 صفحة : 292
يكن لنا من الأثم
مخرج ، يصّر بنا وبهم الأمر صرير الجندب [١]
، ونمد أكفاً إلى المجد لا نقبضها أو تبلغ المدى ، وإن تكن الاُخرى ، فلا لقلة في
العدد ، ولا لوهن في العضد ، والله لولا أن الإسلام قيد الفتك ، لتدكدكت منا أليكم
جنادل صخر يسمع اصطكاكها من محل الاُثيل [٢].
من كلام أمير المؤمنين عليهالسلام : « الكلمة أسيرة في وثاق صاحبها ، فإذا
تكلم بها صار أسيراً في وثاقها »
وقال عليهالسلام
: « من كمال المرء تركه ما لا يجمل به ، ومن حيائه أن لا يلقي أحداً بما يكره ، ومن
عقله حسن رفقه ، ومن أدبه علمه بما لا بدّله منه ، ومن ورعه عفة بصره وعفة بطنه ، ومن
حسن خلقه كف أذاه ، ومن سخائه بره بمن يجب حقه ، ومن كرمه إيثاره على نفسه ، ومن
صبره قلة شكواه ، ومن عدله إنصافه من نفسه ، وتركه الغضب عند مخالفته ، وقبوله
للحق إذا بان له ، ومن نصحه نهيه له عن غيبتك ، ومن حفظه جواره ستره لعيوب جيرانه
، وتركه توبيخهم عند إساءتهم إليه ، ومن رفقه تركه المواقفة على الذنب بين يدي من
يكبر المذنب وقوفه عليه ، ومن حسن صحبته إسقاطه عن صاحبه مؤونة أذاه ، ومن صداقته
كثرة موافقته ، ومن صلاحه شدة خوفه ، ومن شكره معرفته بإحسان من أحسن إليه ، ومن
تواضعه معرفته بقدره ، ومن حكمته معرفته بذاته ، ومن مخافته ذكره الاخرة بقلبه
ولسانه ، ومن سلامته قلة تحفظه لعيوب غيره ، وعنايته بإصلاح نفسه من عيوبه ».
قال الصادق عليهالسلام : « لا تتبع أخاك بعد القطيعة وقيعة
فيه ، فتسد عليه طريق الرجوع إليك ، فلعل التجارب ترده عليك » [٣].
من كلام الحسن بن علي عليهماالسلام لأصحابه بعد وفاة أبيه ، وقد خطب عليهالسلام فحمد الله وأثنى عليه [ ثم قال ] [٤] :
« أما والله ماثنانا عن قتال أهل الشام
ذلّة ولا قلّة ، ولكن كنّا نقاتلهم بالسلامة والصبر ، فشيبت السلامة بالعداوة ، والصبر
بالجزع ، وكنتم تتوجهون معنا
[١] الجندب : ضرب من الجراد ، وقيل : ذكر الجراد ، والجمع جنادب « حياة الحيوان ١ : ٢٠٣
».
[٢] الاُثيل : موضع قرب المدينة. « معجم البلدان ١ : ٩٤ ».
[٣] أخرجه المجلسي في بحار الأنوار ٧٤ : ١٦٦ عن أعلام الدين.