responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعلام الدين في صفات المؤمنين المؤلف : الديلمي، حسن بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 258

فلا أطيق لما أوليت من نعم

شكراً ولكنني أبكي وأنتحب

ذلاً وخوفاً من التقصير يا ملكي

فهب ، وشيمة أهل الفضل أن يهبوا

لكنّ قلبي بما أجريتَ معترف

فرضاًعليه يراه لازماً يجب

فاصفح إلهي ، فهذا الظن فيك على

حسناك حتى يزول الهم والكرب

وقال اخريخاطب الله تعالى :

أجلُكَ عن تعذيب مثلي على ذني

ولا ناصر لي غيرنصرك ياربي

أنَا عبدك المحقور في عظم شأنكم

من الماء قد أنشأت أصلي ومن ترب

ونقلتني من ظهرآدم نطفة

أجدّ وفي قعرحريج [١] من الصلب

وألقيتني من ضيقِ قعر بِمَنِّكُمْ

وإحسانكم أهوي إلى الواسع الرحب

فحاشاك في تعظيم شأنك والعلى

تعذب محقوراً بإحسانكم ربي

لأنا رأينا في الأنام معظّماً

تجلى عن المحقورفي القتل والضرب

وأرفده مالاً ولوشاء قتله

لقطعه بالسيف إرباً على إرب

وأيضاً إذا عذبت مثلي وطائعاً

تُنَعِّمَه فالعفوفيكم لمن تحبي

فإني متى مازنته بعقابكم

وأخذِكُمُ بالجرِم مِنّيَ يَرجُح بي

فما هو إلا لي فمنذ رأيته

لكم شيمة أعددته المحوَ للذنب

وأطمعتني لما رأيتك غافراً

ووهاب قد سميتَ نفسك في الكَتب

فإن كان شيطاني أعان جوارحي

عصتكم ، فمن توحيدكم ماخلا قلبي

فتوحيد كم فيه وآل محمد

سكنتم به في حبّة القلب واللب

وجيرانكم هذي الجوارح كلها

وأنتم فقد أوصيت بالجار ذي الجنب

وأنصار أبنا العُرب تحمي نزيلها

وجيرانها والتابعين من الخطب

فلم لا ارجّي فيك ياغاية المنى

حمىً مانعاً ، إذ صح هذا من العرب

يقول العبد الفقير إلى رحمة ربه ورضوانه الحسن بن أبي الحسن الديلمي ـ أعانه الله على طاعته وتغمده الله برأفته ورحمته ـ إني حيث ذكرت ما ذكرت من التخويف والترهيب ، اقتضت الحال ذكر أسباب الترغيب ، وماجاء ، في ذلك من سعة رحمة الله ، وعظيم كرمه ، وواسع حلمه وعفوه ، ونتيجة الظن به ، لينبسط الرجاء


[١] الحريج : من الحرج وهو الضيق « الصحاح ـ حرج ـ ١ : ٣٠٥ ».

اسم الکتاب : أعلام الدين في صفات المؤمنين المؤلف : الديلمي، حسن بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 258
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست