اسم الکتاب : أعلام الدين في صفات المؤمنين المؤلف : الديلمي، حسن بن محمد الجزء : 1 صفحة : 246
عليهما ، وقال
سبحانه : ( وأمّا من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى
* فإن الجنة
هي المأوى)[١] وقال سبحانه
: ( إنما يخشى الله من عباده العلماءُ)[٢] والآيات في ذلك كثيرة يعرفها من يتلوها
، ولكن لا يتدبّرونها كما قال سبحانه وتعالى (افلا
يتدبرون القرآن)[٣]
فلو تدبّروها لما ركبوا الطمع وسموه رجاءً.
ولقد أحسن مولانا أمير المؤمنين عليهالسلام في قوله : « يدعي بزعمه أنه يرجوا الله
، كذب والعظيم ، فما باله لا يتبين رجاؤه في عمله! فكل من رجا تبين رجاؤه في عمله
، إلاّرجاء الله فإنه مدخول ، وكل خوف محقق إلا خوف الله فإنه معلول ، يرجو الله
في الكبير ، ويرجو العباد في الصغير ، فيعطي العبد ما لا يعطي الرب ، فما بال الله
جل جلاله يُقصرُ به عما يُصنع بعباده!؟ أتخاف أن تكون له في رجائك كاذباً ، أولا
تراه للرجاء موضعاً ، وكذلك إن هو خاف عبداً من عبيده أعطاه من خوفه ما لا يعطي
ربه ، فجعل خوفه من العباد نقداً ، وجعل خوفه من خالقه وربه ضماراً [٤] ووعداً وكذلك من عظمت الدنيا في عينه ،
وعظم موقعها من قلبه ، آثرها على الله ، وانقطع إليها ، وصار عبداً لها [٥] ولمن في يديه شيء منها ، ثم إنهم ركبوا
الغرة وظنوا أنهم خائفون ، وما حملهم على ذلك إلاّ لجهلهم بحقيقة الخوف ».
وقد فصله مولانا أمير المؤمنين عليهالسلام في قوله : « إن استطعتم أن يحسن ظنكم
بالله ، ويشتد خوفكم منه ، فاجمعوا بينهما ، فإنما يكون حسن الظن العبد بربه على قدر
خوفه منه ، وإن أحسن الناس بالله ظناً أشدهم منه خوفاً » [٦].
وقد روي أن أبراهيم عليهالسلام كان يُسمع تأوهه على حد ميل ، حتى مدحه
الله تعالى بقوله : (إن أبراهيم
لحليم أوّاه منيب)[٧]
وكان في صلاته يسمع من صدره أزيزكأزيز المرجل ، وكذلك كان يسمع من صدر سيدنا رسول
الله صلىاللهعليهوآله مثل
[٤] الضمار : ككتاب ، من المال الذي لا يرجى رجوعه ، ومن العدات ما كان ذا تسويف
وخلاف العيان ، ومن الدين ما كان بلا أجل « القاموس المحيط ـ ضمر ـ ٢ : ٧٦ ».