اسم الکتاب : أعلام الدين في صفات المؤمنين المؤلف : الديلمي، حسن بن محمد الجزء : 1 صفحة : 137
قلوباً دخلوا في
الدين ثم خرجوا منه ، وحرموا ثم أستحلوا ، وعرفوا ثم أنكروا ، وأنما دين أحدكم على
لسانه ، ولئن سألته هل يؤمن بيوم الحساب؟ قال : نعم ، كذب ومالك يوم الدين ، إن من
أخلاق المؤمنين قوة في دين ، وحزماً في لين ، وإيماناً في يقين ، وحرصاً فيعلم ، وشفقة
في مقة [١]
، وحلماً في حكم ، وقصداً في غنى ، وتجملاً في فاقة ، وتحرجاً عن طمع ، وكسباً من
حلال ، وبراً في استقامة ، ونشاطاً في هدى ، ونهياَ عن شهوة.
إن المؤمن عواذ بالله ، لا يحيف على من
يبغض ، ولا يأثم فيمن يحب ، ولا يضيع ما استودع ، ولا يحسد ، ولا يطعن ، ويعترف
بالحق وإن لم يشهد عليه ، ولا ينابز بالألقاب ، في الصلاة متخشع ، وإلى الزكاة
مسارع ، وفي الزلات وقور ، وقي الرخاء شكور ، قانع بالذي عنده ، لا يدعي ما ليس له
، لا يجمع في قنط [٢]
، ولا يغلبه الشح عن معروف يريده ، يخالط الناس ليعلم ، ويناطق ليفهم ، وإن ظلُم
أو بُغي عليه صبر حتى يكون الرحمن الذي ينتصر له.
وقال الحسن : وعظني بهذا الحديث جندب بن
عبد الله ، وقال جندب : وعظني بهذا الحديث رسول الله صلىاللهعليهوآله
، وقال : حق على كل مسلم تعلمه وحفظه ».
وقال أمير المؤمنين عليهالسلام لمولاه نوف الشامي ، ووهو معه في السطح
: « يانوف ، أرامق أنت أم نبهان؟ قال : قال نبهان أرمقك يا أمير المؤمنين ، قال : هل
تدري منشيعتي؟ قال : لا والله ، قال : شيعتي الذبل الشفاه ، والخمص البطون ، الذين
تعرف الرهبانية والربانية في وجوههم ، رهبان بالليل اُسد بالنهار ، الذين إذا
أجنهم الليل اتّزروا على أوساطهم ، وارتدوا على أطرافهم ، وصفوا أقدامهم ، وافترشوا
جباههم ، تجري دموعهم على خدودهم ، يجأرون إلى الله في فكاك رقابهم ، وأما النهار
فحلماء ، وعلماء ، كرام ، نجباء ، أبرار ، أتقياء.
يانوف ، شيعتي الذين اتخذوا الأرض
بساطاَ ، والماء طيباً ، والقرآن شعاراً ، إن شهدوا لم يعرفوا ، وإن غابوا لم
يفقدوا ، شيعتي الذين في قبورهم يتزاورون ، وفي أموالهم يتواسون ، وفي الله
يتباذلون.
[١] المِقة : الحب والمودة « القاموس المحيط ـ ومق ـ ٣ : ٢٩٠ ».