اسم الکتاب : سلمان سابق فارس عرض وتحليل المؤلف : الفقيه، الشيخ محمد جواد الجزء : 1 صفحة : 96
عدونا ويصيب منا
بالمنجنيق ، وإن لم يكن المنجنيق طال الثواء [١].
فأمره رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فعمل منجنيقاً بيده ، فنصبه على حصن
الطائف [٢]
وقذفوا به الصخور إلى ما وراء الحصن فلم تعمل فيه ، ثم استعملوا نوعاً آخر من
الأسلحة كان لبعض القبائل المقيمة بأسفل مكة علم بها وهو الدبابة وهي آلة من جلود
البقر يدخلون في جوفها تقيهم النبال والسيوف ، ثم يندفعون بها إلى الحصون ، ومنها
ينفذون إلى ما وراءها ، ولكن رجال الطائف كانوا من المهارة بمكان ، حيث أرسلوا
عليهم سِكَكَ الحديد المحماة. فلاذوا بالفرار .. ولم يطل انتظار المسلمين كثيراً
فقد أشار النبي عليهم بقطع كرومهم وأشجارهم ، وحين ناشدوه الله والرحم كفَّ عن ذلك
، ثم أمر مناديه أن ينادي : أيما عبد نزل من الحصن وخرج إلينا فهو حرٌّ ، فنزل
إليه نفرٌ منهم ، منم أبو بكرة نفيع بن الحارث بن كلدة فأخبر النبي أنهم يملكون من
المؤن والذخائر ما يكفيهم زمناً طويلاً ، فاستدعى رسول الله نوفل بن معاوية الدؤلي
واستشاره في أمرهم ، فقال نوفل :
يا رسول الله ، إن ثقيفاً كثعلب في جحر
، فإن أقمت عليه أخذته ، وإن تركته لم يضرَّك.
وكان قد مضى على النبي نحواً من خمسة
عشر يوماً أو تزيد وقد أصبحوا على أبواب شهر ( ذي القعدة ) وهو من الأشهر الحُرُم
وقد حرَّمَ الإسلام فيه القتال ، فآثر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
أن يرجع عنهم ليعود إليهم بعد إنقضاء الأشهر الحرم فيما لو أصرّوا على موقفهم
المعادي للإسلام. لكنهم عادوا إلى صوابهم وأرسلوا إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وفداً يعرضون عليه إسلامهم ثم أسلموا.
قال أبو عمر : وقد روي أن سلمان شهد
بدراً وأحُداً وهو عبدٌ يومئذٍ ، والأكثر أن أول مشاهده الخندق ، ولم يفته بعد ذلك
مشهد.[٢]