responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سلمان الفارسي في مواجهة التحدّي المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 93

« إنا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم » [١].

يا سلمان ، ليس لاحدٍ من هؤلاء عليك فضل إلاّ بتقوى الله ، وإن كان التقوى لك عليهم ؛ فانت أفضل » [٢]. أو نحو هذا ..

وقد تقدم أن لعمر مواقف اخرى مع سلمان في حياة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلمس ، لها هذا الطابع أيضاً.

فلعل القضية قد حرفت لصالح الخليفة ، وخدمة له ، ولعل الخليفة نفسه قد وقف هذين الموقفين المختلفين سياسةً منه وحنكة ، وكانت سياسة بارعة وذكية ، وما ذلك في الحياة السياسية للخليفة بعزيز ، ولا نادر.

الوقفة الثالث : أنا سلمان ابن الاسلام :

كثير من الحيوان يولد مستكملاً لخصائصه ، التي تحقق هويته وحقيقته وذاته ؛ فيمارس دوره في حدود ما اهآل له بمجرد خروجه إلى عامل الدنيا.

أما الانسان ، فيولد فاقداً لكل مقومات شخصيته كانسان يمتلك فعلاً خصائصه الانسانية ، وملكاته ، وقواه ، وغرائزه .. سوى هذا الاستعداد الفطري ، الموجود فيه ، الذي قد يُلَبّىُ نداءُ حاجته ، كاملاً أو منقوصاً ، وقد لا يلبّىُ ذلك النداءُ أصلاً ، فيبقى فاقداً وفقيراً ، ولا يصل إلى شيء ، ومن ثم فهو لا يرتقي الى درجة الانسانية أصلاً ..

فهو يولد فاقد القوة ؛ والعقل ، والارادة ، كما أنه لا يملك التمييز بين الاشياء ، حتى المحسوسة منها ، ويفقد العلم ، والمعرفة ، ويفقد خصال الخير وسواها ،


[١] الحجرات : ١٣.

[٢] قاموس الرجال ج ٤ ص ٤١٦ واختيار معرفة الرجال ص ١٤ والكافي ج ٨ ص ١٨١ وروضة الواعظين ص ٢٨٣ والبحار ج ٢٢ ص ٣٨٢/٣٨١ عنه وامالي الشيخ ج ١ ص ١٤٦ وعن الكشي والدرجات الرفيعة ص ٢٠٦/٢٠٥ ونفس الرحمان ص ١٣٢.

اسم الکتاب : سلمان الفارسي في مواجهة التحدّي المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 93
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست