« إنا خلقناكم من ذكر
وانثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم
» [١].
يا سلمان ، ليس لاحدٍ من هؤلاء عليك فضل
إلاّ بتقوى الله ، وإن كان التقوى لك عليهم ؛ فانت أفضل » [٢].
أو نحو هذا ..
وقد تقدم أن لعمر مواقف اخرى مع سلمان
في حياة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلمس
، لها هذا الطابع أيضاً.
فلعل القضية قد حرفت لصالح الخليفة ،
وخدمة له ، ولعل الخليفة نفسه قد وقف هذين الموقفين المختلفين سياسةً منه وحنكة ،
وكانت سياسة بارعة وذكية ، وما ذلك في الحياة السياسية للخليفة بعزيز ، ولا نادر.
الوقفة الثالث : أنا
سلمان ابن الاسلام :
كثير من الحيوان يولد مستكملاً لخصائصه
، التي تحقق هويته وحقيقته وذاته ؛ فيمارس دوره في حدود ما اهآل له بمجرد خروجه
إلى عامل الدنيا.
أما الانسان ، فيولد فاقداً لكل مقومات
شخصيته كانسان يمتلك فعلاً خصائصه الانسانية ، وملكاته ، وقواه ، وغرائزه .. سوى
هذا الاستعداد الفطري ، الموجود فيه ، الذي قد يُلَبّىُ نداءُ حاجته ، كاملاً أو
منقوصاً ، وقد لا يلبّىُ ذلك النداءُ أصلاً ، فيبقى فاقداً وفقيراً ، ولا يصل إلى
شيء ، ومن ثم فهو لا يرتقي الى درجة الانسانية أصلاً ..
فهو يولد فاقد القوة ؛ والعقل ،
والارادة ، كما أنه لا يملك التمييز بين الاشياء ، حتى المحسوسة منها ، ويفقد
العلم ، والمعرفة ، ويفقد خصال الخير وسواها ،
[٢] قاموس الرجال ج
٤ ص ٤١٦ واختيار معرفة الرجال ص ١٤ والكافي ج ٨ ص ١٨١ وروضة الواعظين ص ٢٨٣
والبحار ج ٢٢ ص ٣٨٢/٣٨١ عنه وامالي الشيخ ج ١ ص ١٤٦ وعن الكشي والدرجات الرفيعة ص
٢٠٦/٢٠٥ ونفس الرحمان ص ١٣٢.