responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سلمان الفارسي في مواجهة التحدّي المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 52

فقال : ما لكم لا ترجون لي البقاء ، كما خفتم عليّ الفناء؟! أما علمتم : ـ يا جهلة ـ أن النفس قد تلتاث على صاحبها ، إذا لم يكن لها من العيش ما تعتمد عليه ؛ فإذا هي أحرزت معيشتها أطمأنت [١].

فهذا النص يؤكد لنا :

١ ـ أن سلمان لا يريد ولو لمرة واحدة : أن ينشغل بنفسه وينصرف عن الله سبحانه.

٢ ـ إنه يتعامل مع طموحات نفسه وميولها ، من موقع العارف والواعي ، الذي يفكر بعمق بالداء وبالدواء على حد سواء ، ويكون علاجه للحالة التي يعاني منها أساسياً وواقعياً ..

٣ ـ يلاحظ : أن المعترضين ـ يشهدون له بالزهد والعزوف عن الدنيا ، ولكنهم لم يعرفوا سر تعامله ذاك ، فوقعوا بالحيرة.

٤ ـ إنه قد الفتهم إلى خطأهم في طرح المعادلة التي بنوا عليها نظريتهم تلك وكان تقييمه لتلك المعادلة الفكرية قائماً على أساس النظرة الواقعية أيضاً ، لا على اساس المظاهر الخادعة ، والشعارات البراقة.

وهناك اُمور اُخرى يمكن استخلاصها من النص المذكور ، ولكننا لا نرى ضرورة للتعرض لها في عجالة كهذه .. فنكتفي بهذا القدر ، ونوفر الفرصة للحديث عن جوانب اُخرى ، في شخصية وحياة هذا الرجل الفذ.

هكذا ينجو المخفون :

عن كتاب المحاسن : وقع حريق في المدائن ؛ فأخذ سلمان مصحفه وسيفه ، وخرج من الدار ، وقال :


[١] قاموس الرجال ج ٤ ص ٤٢٥/٤٢٦ عن الكافي

اسم الکتاب : سلمان الفارسي في مواجهة التحدّي المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 52
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست