والحمد لله رب العالمين ، والصلاة
السلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين ، واللعنة على أعدائهم أجمعين الى قيام يوم
الدين.
وبعد فان هذا الذي نقدمه بين يدي
القاريء ليس كتابا ، اريد له ان تتكامل فصوله ، وتتشابك مطالبه ، وتنسجم مباحثه.
وانما هو بحوث ، أو بالاحرى مطالب ربط
فيما بينها ، نفس ذلك الذي أثارها ، أعني سلمان المحمدي ( الفارسي ) رضي الله
تعالى عنه ، وسلام منه عليه وبركات.
ولانريد : ان نطيل على القاريء الكريم
في تاريخ ربما لايهتم بأمره كثيرا .. فان الحقيقة هي : ان هذه مجموعة مطالب كتبت
في باديء الامر ، لتكون جزءا من كتابنا : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وبالتحديد لتكون جانبا من الجزء
الخامس منه ، والذي لايزال قيد الاعداد.
ولكن .. حين اتضح لدينا : ان هذه
المطالب قد اتسعت تضخمت ، وأصبحت تشغل حيزا كبيرا من كتاب : الصحيح ، يجعله يخرج
عن حالة التناسق ، الانسجام ، ولو بمستوى الحد الأدنى منه ، ـ فاننا ـ لم نجد
مناصا م افرادها عنه ، لتقدمها على شكل كتاب ( أو كتيب ) مستقل عنه. على أمل ان
يغض الاخوة القراء والباحثون الطرف عن الهنات ، التي ألمحنا اليها آنفا ، فلربما
يجدون عوضا عنها بعضا من القيمة ، في جوانب أخرى منه ، لعلهم سوف يرتاحون لاثارتها
، تعجبهم المبادرة لمعالجتها.
ومهما يكن من أمر .. فاننا نقدم هذه
البضاعة الزجاة اليهم ، وقد تقدمنا بالعذر على مايجدونه فيها من تقصير أو قصور .. فان
الكمال لله وحده ، وهو ولينا .. وهو الهادي الى سواء السبيل.
قم المشرفة ـ ٢٤/شهر رجب/١٤٠٩ هـ ق ١٢/اسفند/١٣٦٧ هـ. ش