اسم الکتاب : سلمان الفارسي في مواجهة التحدّي المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى الجزء : 1 صفحة : 142
والحمراء يعني : الموالي.
وفي المدخل لابن الحاج : ورد أن عمر بن
الخطاب دخل السوق في خلافته ؛ فلم يرفيه في الغالب إلاّ النبط ، فاغتم لذلك ؛ فلما
أن اجتمع الناس أخبرهم بذلك ، وعذلهم في ترك السوق ؛ فقالوا : إن ا اغنانا عن
السوق ، بما فتح به علينا ، فقال (رض) : والله لئن فعلتم ليحتاج رجالكم إلى
رجالهم ، ونساؤكم إلى نسائهم » [١].
هذه نظرة عمر إلى الموالى ، وهذا هو
رأيه فيهم. بل لقد منعهم حتى من دخول السوق! فقدر روي عنه : أنه قال : لا يدخل
الاعاجم سوقنا حتى يتفقهوا في الدين [٢].
ولا ندري إن كان قد اشترط على العرب
أيضاً هذا الشرط أم لا؟
بل ان الظاهر من رواية العتيبة ، وابن
الحاج : أنه كان لا يرغب في ان يرى الموالي في السوق ، يتجرون ، ويحصلون على المال
دون العرب ؛ فموقفه نابع من حبه الخير للعرب ، دونهم. وقد رأينا فيما سبق كيف فضل
العرب عليهم ، في العطاء ، وفي الزواج ، وفي ما سوى ذلك من امور.
وخطب عمر في الجابية ، فكان مما قال : «
واياكم وأخلاق العجم .. إلى أن قال : واياكم أن تكسبوا من عقد الاعاجم ، بعد
نزولكم في أرضهم. إلخ » [٣].
وأخيراً .. فان ولده عبدا ، الذي كان
معجباً بأبيه ، ومتأثراً به الى حد بعيد ـ قد ورثه في احتقاره لغير العرب ، فقد
روي : أنه مرّ على زنجي ؛ فقال له : السلام عليك يا جُعَل [٤].
وبعد كل ما تقدم يتضح : ان ما روي من أن
عمر بن الخطاب قد لام أبا موسى ، لانه حين قدم عليه قوم أعطى العرب منهم وترك
الموالي [٥]
انما هو لان عدم
[١] التراتيب
الادراية ج ٢ ص ٢٠ وذكر في ص ٢١ نصوصاً اُخرى : فلتراجع.