اسم الکتاب : سلمان الفارسي في مواجهة التحدّي المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى الجزء : 1 صفحة : 114
فانها كانت محاولة فاشلة وعقيمة ، وليس
لها أية قيمة علمية ، وذلك لانها ـ لو صحت ـ فلسوف تعني ، لنا : أننا سوف لن
نستطيع إثبات أية حقيقة تاريخية على الاطلاق ، بل أننا سوف نشك حتى في وجود معاوية
، وعلي عليهالسلام ، وفي واقعة
صفين ، والجمل ، وكربلاء. ولسوف لن نصدق بعد الآن .. بحدوث الطوفان ، ولا بسقوط
الاندلس ، ولن يمكن أيضاً إثبات صفة الكرم والشجاعة للعرب ، ولا غير ذلك من امور ..
وذلك لان ما نقل إلينا حول مسألة
التمييز العنصري ـ إن كان لا يثبت هذا الامر ، وهو بهذه الكثرة العجيبة والمفرطة ـ
فإنه لا يمكن اثبات أي شيء من الحقائق المشار إليها آنفاً ، على الاطلاق.
وكيف يمكن اعتبار الفتاوى الفقهية ،
المتأثرة بهذه النزعة ، والتي تعمل بموجبها فرق كبيرة ، ومنتشرة في طول البلاد
وعرضها ـ كيف يمكن اعتبارها ـ من الامور الشاذة والنادرة؟! ولسوف يأتي بعض من ذلك
في مسائل الزواج ، والارث ، فانتظر ..
هذا إلى جانب هذا الاُمر زخماً عقائدياً
، كان ولا يزال راسخاً في عقل السواد الاعظم من الناس ، ولمدة قرون عديدة ؛ حتى
لنجد ابن تيمية يقرر ذلك بصورة صريحة وواضحة ، ويرسله ارسال المسلمات ؛ فيقول :
« .. فان الذي عليه أهل السنة والجماعة : اعتقاد
: أن جنس العرب أفضل من جنس العجم ؛ عبرانيهم وسريانيهم ، رومهم وفرسهم ، وغيرهم [١]
.. » واستدل على ذلك بان العرب أفهم من غيرهم ، واحفظ ، وأقدر على البيان [٢].
هذا .. ولسوف نجد في هذا الفصل ، وفي
الذي يليه طائفة كبيرة من النصوص ، عن كثير من المصادر ، تظهر التنوع والاختلاف
الشديد في الموارد ، وفي طبيعة الاُمور ، التي ظهرت فيها هذه النزعة اليهودية
البغيضة!! فان من