اسم الکتاب : المقداد ابن الأسود الكندي أوّل فارس في الإسلام المؤلف : الفقيه، الشيخ محمد جواد الجزء : 1 صفحة : 63
في
غزوة بدر الكبرى *
لم ينس المسلمون المواقف الآثمة التي
وقفتها منهم قريش وباقي المشركين في « البلد الامين » مكة. حيث عذبت قسماً منهم
أشد التعذيب ، وحاصرت محمداً ومن معه في « الشعب » قرابة ثلاث سنين ، بالإضافة الى
مصادرة أموالهم ، مما ترك أسوأ الأثر في نفوسهم ، وجعلهم يتحينون الفرصة للثأر من
جلاديهم.
وفي السنة الثانية للهجرة ، خرج أبو
سفيان بن حرب بقافلة عظيمة للإتجار بها في بلاد الشام ، كانت قد إحتوت على ألف
بعير ، وسبعة آلاف مثقال من الذهب حيث لم يبق قرشي ولا قرشية في مكة ممن يمتلك مالاً
إلا وبعث به في تلك القافلة.
حين علم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بذلك ، ندب أصحابه لإعتراضها موقظاً في
أعينهم الثأر الذي نام طويلاً لكنه لم يعزم على أحد منهم بالخروج ، بل ترك لهم
الخيار في ذلك ، فقال لهم :
« هذه عِيرُ قريش فيها أموالهم ،
فاخرجوا إليها لعلَّ الله أن ينفَّلكموها .. »
* وهي أول حرب خاضها المسلمون ضد عدوهم ، وكانت في ١٧ أو ١٩ رمضان
من السنة الثانية للهجرة ، وبها تمهدت قواعد الدين ، وأعز الله الإسلام ، وأذل
جبابرة قريش بقتل زعمائهم. وبدر : اسم لبئر كانت لرجل اسمه بدر.
اسم الکتاب : المقداد ابن الأسود الكندي أوّل فارس في الإسلام المؤلف : الفقيه، الشيخ محمد جواد الجزء : 1 صفحة : 63