كالقنفذ [١] ، لابد انه لعن ذلك اليوم الذي استوت
فيه على ظهره عائشة ، وكم كان بوده ان يقذا هذه الهودج الذي يحمل الشرّ بداخله الى
الجحيم ويهرب بجلده ، لكنه لا يستطيع حيث بني ضبة يتسابقون على مسك زمامه ، وكلما
قطعت يد ماسك الزمام ، أخذه رفيقه الاخر حتى تقطع يده ، وهكذا أربت الايدي التي
قطعت على السبعين يداً [٢]
، فأين يجد المسكين عسكر فرصة للهروب ، حتى ضربه رجل على عجزه فسقط لجنبه ، وفي
خبر حبة القرني قال : كأني اسمع عجيج الجمل ما سمعت قط عجيجاً أشدّ منه [٣]. اما عن حديث عائشة عن هزيمة القوم ، فقد
روى الواقدي ، عن رجاله العثمانية عن عائشة ، في ذكر الحال وهزيمة القوم في الحرب
وشرح الصورة ورأيها فيما كان ذلك ، فقال : حدثنا محمد بن حميد ، عن حميدة بنت عبيد
بن رفاعة ، عن امها كبشة بنت كعب ، قالت : كان أبي لقي على عثمان حُزناً عظيماً
وبكاهُ ولم يمنعهُ من الخروج إلا انّ بصرهُ ذهبَ ، ولم يُبايع علياً ولم يقرَبه بُغضاً
له ومقتاً ، وخرج عليّ عليهالسلام
من المدينةِ فلما قدمت عائشةُ منصرفةً من البصرة
وروى الواقدي ، عن موسى بْنِ
عبدِاللهِ ، عن الحسين بْنِ عطيَّة ، عن ابيه ، قال شهدتُ الجملَ مع عليّ عليهالسلام ، فلقد رأيتُ جمل عائشة
وعليه هَوْدَجُها وعليه دروع الحديد ؛ ثمّ لقد رأيتُ فيه من النبلِ والنُشابِ أمراً
عظيماً ، ثمّ عُقر فما سمعتُ كصوته شيئاً قط.
انظر : مصنفات الشيخ المفيد م
١ : ٣٧٧ ، نهاية الارب ٢٠ : ٧٧.