قالوا : بلى والله ، فركب فرسه في الف
فارس ، وتبعه عمرو بن جرموز ، [ و ] كان مشهوراً [ بالفروسية ] والشجاعة ، فوقف له
الزبير وقال : ما شأنك ؟
قال : جئت لأسألك عن أمر الناس.
قال : تركتهم قياماً في الركب ، يضربُ
بعضهم وجه بعضٍ بالسيف ! فسارا معاً يتحدثان ، وكل واحدٍ على حذرٍ من صاحبه حتى
دخل وقتُ الصلاة.
فقال الزبير : يا هذا انا نُريد ان نُصلّي.
قال : احسنت فيما تقول ، إنّ الصّلاة
كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً ، وقد أردتُ ان اقولَ لك ذلك.
قال : أفتؤمنني وأومنك.
قال : نعم.
فحولا عن خيلهما ، واسبغا الوضوء ، وقام
الزبير للصلاة فشدّ عليه عمرو بن جرموز فقتله ، وجزّ رأسه ، وانتزع خاتمه وسيفه ، وحثا
عليه التراب ، واتى بهم الى الاحنف بن قيس.
فقال له : والله ما ادري بك ، هل اسأت
ام أحسنت ؟ ولكن اذهب بهم الى أمير المؤمنين عليهالسلام
، واخبره بخبرك ، فمضى إليه وأخبره.