ويصوّر لنا هذا الحديث مدى اهتمامها
بتركيز الإعتراض على خصميها ومجاهرتهما بغضبها ونقمتها لتخرج من المنازعة بنتيجة
لا نريد درسها والانتهاء فيها إلى رأي معين لأنّ ذلك خارج عن دائرة عنوان هذا
البحث ولأنّنا نجل الخليفة عن أن ندخل معه في مثل هذه المناقشات وانّما نسجلها لتوضيح
أفكار الزهراء صلوات الله عليها ووجهة نظرها فقط فانّها كانت تعتقد انّ النتيجة
التي حصلت عليها هي الفوز المؤكد في حساب العقيدة والدين وأعني بها انّ الصديق قد
استحق غضب الله ورسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم
باغضابها وآذاهما بأذاها لانهما يغضبان لغضبها ويسخطان لسخطها بنص الحديث النبوي
الصحيح فلا يجوز ان يكون خليفة ورسوله وقد قال الله تبارك وتعالى : (وما كان لكم ان تؤذوا رسول الله ولا تنكحوا
ازواجه من بعده ابداً ان ذلكم كان عند الله عظيماً * انّ الذين يؤذون الله
ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذاباً مهيناً * والذين يؤذون رسول
الله لهم عذاب اليم * يا أيّها الذين آمنوا
لا تتولّوا قوماً غضب الله عليهم * ومن يحلل عليه غضبي
فقد هوى).