اسم الکتاب : صلح الحسن عليه السلام المؤلف : آل ياسين، الشيخ راضي الجزء : 1 صفحة : 166
وانصرف
الى التفكير ، فما كان ليغيب عنه ما يهدد موقفه من عبءٍ ، بعضه فجيعة. وبعضه هوان
، وبعضه موت لا يشبه موت العظماء.
ولم تكن الحيرة عنده بالغة الغور ،
ولكنها كانت بالغة الاسى مشبوبة الاحاسيس ، تخزه وخز الشوك الملتهب ، وتستفزُّه
بالحاح الى اختراع المخرج الذي لا يساوره الهوان ، ولا يخضع للفجيعة ، ولا هو من
الموت المغتصب ، الذي تربأ عن مطارحته الذكريات الكريمة.
وكل ما كانت تحتفل به اللحظة القائمة
بين يديه ، هو اللجاجة اللاغبة ، والشائعات الكاذبة ، والاندفاع في تيار الفوضي
الرهيب.
والحسن بين هذه الهزاهز ، الجبل الذي لا
تزعزعه العواصف ، والاماام البر الذي لا يغيظه جهل الجاهلين عليه ، ولا يُحفظه سخط
الناقمين منه ، ووقف غير عابئ بما يدور حوله ، ولكن ليسقرئ الخطط فيضع خطته ،
وليستعرض الاراء فيبت برأيه.
وليس بمقدورنا الان ان نقرأ ـ بتفضيل ـ
الافكار التي كانت تحت سيطرته ساعة أذ ، أو كان هو تحت سيطرتها ، ولكنها ـ
بالاجمال ـ لم تكن لتعدو « ما يريده الله وما يؤثر عن رسول الله وما يجب لصيانة
المبدأ ».
أما ما يقوله الناس ، فلم يكن مما يعنيه
كثيرا.
ولنتذكر دائما ، انه الامام الروحي ،
الذي لا يريد الحياة بين الناس الا بمقدار ما تكون الحياة بذلةً في سبيل الله ،
ووسيلة للنفع العام ومثلا يحتذى في الاصلاح ونشر الاحسان. فما قيمة ما يقول الناس
الى
اسم الکتاب : صلح الحسن عليه السلام المؤلف : آل ياسين، الشيخ راضي الجزء : 1 صفحة : 166