اسم الکتاب : تاريخ مقام الامام المهدي (عج) في الحلة المؤلف : احمد علي مجيد الحلي الجزء : 1 صفحة : 18
السباع فنزل بها
بأهله وعساكره وبنى بها المساكن الجليلة والدور الفاخرة وتأتق أصحابه في مثل ذلك
فصارت ملجأ وقد قصدها التجار فصارت أفخر بلاد العراق وأحسنها مدة حياة سيف الدولة.
[١]
أقول
: نورد هنا عدة فوائد ، منها
انها سميت ب ( الحلة السيفية ) ، نسبة الى ممصرها سيف الدولة صدقة ، وأول من
سمّاها بالسيفية الامام أمير المؤمنين عليهالسلام
في حديث مدح الحلة الذي نذكره في الباب الثاث من كتابنا هذا ، ومنها انها سمّيت بـ
( المزيدية ) ، نسبة الي الجد الاعلى لموسسها لصدقة بن منصور بن دبيس بن علي بن
مزيد.
ومنها
ان ( الجامعين ) ذكرت في كتاب ( التاريخ الكامل ) لأبن الاثير قبل سنة ٤٩٥ هـ [٢]
موقع الحلة : هي بين
النجف وبغداد ، فهي تبعد عن بغداد نحو ١٠٠ كم ، وعن النجف نحو ٦٠ كم وعن بابل نحو
٧ كم.
الحلة بلدة النور : الحلة ، هي
وريثة بابل ، وكانت بابل وسوراء وحواليهما معقل العلم قبيل الاملام وبعده ومركز
الاصطكاك العقلي بين مفكري الامم من الهند وايران من الشرق والسريان والآراميين من
الغرب ، ثم صارت معقل الشيعة ، ومنها كان الشيعة ببغداد يستلهمون المنعة والقوة ،
وبعد الاضطهاد السلجوقي لهم وإحراق مكتباتهم والتجاء الشيخ الطوسي رحمهالله منها الى النجف في سنة ٤٤٨ هـ ، تعاون
المزيديون والاكراد الجاوانيون القاطنون بمطير آباد وأسد آباد والنيل
[١]
انظر : تاريخ الحلة ج ١/ ص ١ ، كذلك سفينة البحار ط ، ح ، ج ٢/ ص ٢٩٩.