اسم الکتاب : الصراع بين الأمويين ومبادئ الاسلام المؤلف : نوري جعفر الجزء : 1 صفحة : 181
تعالى وتجبر على فرد
أعزل من رعاياه » فقد ذكره ابن الاثير [٢]
حين قال : فحين دخل على الحجاج أنس بن مالك قال له الحجاج : لا مرحبا ولا اهلا بك
يا ابن الخبيثة ، شيخ ضلالة ، جوال في الفتن .. أما والله لا جردنك جرد القضيب ، ولاعصبنك
عصب السلمة ، ولأقلعنك قلعة الصمغة.
فقال أنس : من يعني الامير؟ قال إياك
أعني أصم الله صداك. فرجع أنس فكتب إلى عبد الملك كتابا يشكو فيه الحجاج ...
فكتب عبدالملك الى الحجاج : إنك عبد طمت
بك الامور فعلوت حتى عدوت طورك ، وجاوزت قدرك. يا ابن المستضرمة بعجم الزبيب
لأغمزنك غمزت كبعض غمزات الليوث والثعالب ، ولأخبطنك خبطة تود لها أنك رجعت في
مخرجك من بطن أمك.
أما تذكر حال آبائك في الطائف حيث كانوا
ينقلون الحجارة على ظهورهم ويحتفرون الابار بأيديهم في أوديتهم ومياههم؟ !
أنسيت حال آبائك في اللؤم والدناءة ، في
المروءة والخلق؟ وقد بلغ امير المؤمنين الذي كان منك إلى انس بن مالك ...
فعليك لعنة الله من عبد أخفش العينين ، أصك
الرجلين ، ممسوح الجاعرتين ...
أكرم أنسا واهل بيته ، واعرف حقه ولا
تقصر في شيء من حوائجه.
وبعث بالكتاب مع اسماعيل بن عبد الله «
مولى بني مخزوم ، فأتى اسماعيل بكتاب امير المؤمنين فقرأه. وأتى الحجاج بالكتاب
إليه فجعل يقرؤه ووجهه يتغير وجبينه يرشح عرقا ويقول : يغفر الله لأمير المؤمنين.
ثم اجتمع بأنس. فرحب الحجاج به واعتذر اليه. »