responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الصراع بين الأمويين ومبادئ الاسلام المؤلف : نوري جعفر    الجزء : 1  صفحة : 131

الفصل الخامس

جوانب أخرى من صراعهم مع الدين

لقد مر بنا الحديث عن قسم من جوانب الصراع الذي حدث بين الامويين من جهة ومبادئ الدين الاسلامي من جهة أخرى. ونود ـ فيما تبقى من هذه الدراسة ـ أن نشير بشيء من الايجاز غير المخل ، إلى جوانب أخرى من ذلك الصراع الرهيب أتاح للامويين ، من الاسف الشديد ، أن يسيروا في حكمهم على سياسة جاهلية مكشوفة ، هي والدين الاسلامي على طرفي نقيض. وتتلخص تلك السياسة بجملة واحدة : هي الانصراف الكلي للحياة الدنيا ـ بأبشع صورها ـ والتكالب على موبقاتها وملاذها الرخيصة على حساب الدين. نقول :

« الانصراف الكلي إلى الحياة بأبشع صورها » ولا نقول :

الانصراف إلى الحياة لأننا لا نجد تعارضا بين المثل العليا التي جاء بها الدين ـ وبخاصة الجوانب الاخلاقية منها ـ وبين الحياة التي يمكن أن يحياها الناس. ذلك لأن الدين يسعى ـ في جوانبه الخلقية ـ إلى رفع مستوى الحياة ليسمو بها فوق المستوى البهيمي الذي ينغمس فيه كثير من الناس.

إي أن الدين ، بعبارة أخرى ، لا يتعارض إلا مع الجوانب المنحطة من الحياة. فإذا سمت الحياة إلى المستوى الخلقي الذي يريده الدين زالت جوانب التعارض بينهما.

وعلى هذا الاساس يمكن الجمع بين الدين والدنيا. وعلى الاساس نفسه يمكن الفصل بينهما.

فقد جمع الرسول بينهما وسار علي على منواله.

اسم الکتاب : الصراع بين الأمويين ومبادئ الاسلام المؤلف : نوري جعفر    الجزء : 1  صفحة : 131
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست