ثمّ ننتقل إلى تاريخ أبي الفداء ، المولود
سنة ٦٧٢ والمتوفى سنة ٧٣٢ ، وهذا قريب العهد بالواقعة ، لأن الواقعة كانت سنة ٦٥٦
، وهذا مولود في سنة ٦٧٢ ، أي بعد سنوات قليلة ، ومتوفى في سنة ٧٣٢.
فنراه يذكر قضيّة فتح بغداد ، واستيلاء
المشركين والتتر على بغداد ، وانقراض الحكومة العبّاسيّة ، يقول : في أوّل هذه
السنة ـ سنة ٦٥٦ ـ قصد هولاكو ملك التتر بغداد ، وملكها في العشرين من المحرّم ، وقتل
الخليفة المستعصم بالله ، وسبب ذلك أنّ وزير الخليفة مؤيّد الدين ابن العلقمي كان
رافضيّاً ، وكان أهل الكرخ أيضاً روافض ، فجرت فتنة بين السنّيّة والشيعة ببغداد
على جاري عادتهم.
[ دائماً هذه الفتن كانت موجودة في
بغداد بين الشيعة والسنّة ، منذ زمن الشيخ المفيد والشيخ الطوسي ، وفي بعض هذه
الفتن