فكما كانت الشريعة تحافظ على حقوق
الضعفاء من تلاعب الاقوياء كذلك تقضي الرحمة الإلهية أن تحمي الاقوياء من
اتهام الضعفاء ، والتنكر لهم ، فرعاية المصلحة العامة ، وملاحظة الصالح
العام تأخذ بنظر الاعتبار كل الجوانب. والافراد بنظر القانون سواسية فهو
يحمي جميع الطبقات فلا يتجاوز قوي على ضعيف ـ وفي الوقت نفسه ـ لا يسمح بأن
يتطاول ضعيف على قوي ، فلا أثرة لفئة على فئة بل كلهم عباد الله ، وفي نظر
الشريعة سواسية.
هل الإِشهاد واجب ؟ :
لم يقرر الفقهاء وجوب الإِشهاد على
الولي رغم أن الآية الكريمة خاطبت الأولياء ، والاوصياء بصيغة الامر فقالت :
وذلك لان هذا الحكم ارفاقي إحتياطي روعي
فيه حال الأولياء ليحتاطوا لانفسهم بالإِشهاد عليهم عند تسليم الاموال
ليبعدوا التهمة عنهم. أما إذا لم يرد الولي أن يسلك هذا الطريق ، وشاء أن
يسلم المال بلا إشهاد ، فإنه سيتحمل تبعات ما قد سيحدث لو أنكر اليتيم
تسليم المال إليه ، أو ادعى أن فيه نقصاً ، أو تبديلاً ، وما إلى ذلك من
صور الإِتهام.
وقد تكررت مثل هذه الأوامر في موارد
عديدة وجاء ذلك في آيات أخرى من الكتاب الكريم.