لقد بدى واضحاً من الآية الكريمة أنها
صنفت الاولياء إلى قسمين :
١ ـ ولي غني له من المال ما يكف نفسه عن
تناول شيء من أموال اليتيم.
٢ ـ وولي فقير قد يضر بحاله المالي أن
ينشغل بادارة الشؤون المالية لليتيم لذلك نجده يصبو إلى أخذ شيء من المال لقاء ما يقدمه له من رعاية ، ومحافظة.
١ ـ
الولي الغني : وقد خاطبت الآية
هذا النوع من الاولياء بقوله تعالى : (فَلْيَسْتَعْفِفْ).
والإِستعفاف في اللغة هو : الامتناع عن
الشيء. والإِمساك عنه ، فهي إذا تخاطب الأغنياء بترك أموال اليتامى وعدم
أكلها لا قليلاً ، ولا كثيراً فلماذا هذا الجشع ، والغني قد أعطاه الله من
المال ما كفاه عن التطلع إلى هؤلاء الضعفاء ؟ وكيف تتم حلقة التكافل
الاجتماعي ، والتضامن ما دام الغني يلاحق هؤلاء الصغار الذين فقدوا من
يكفلهم ليضيف إلى مخزونه المالي ما يتقاضاه لقاء عمله لرعاية الايتام ؟.
وأين إذاًَ النوايا الحسنة ، والضمير
النابض ليستيقظ فيتجه الغني إلى ربه مبتغياً وجهه سبحانه فيما يقدمه من
خدمة ، ورعاية ربما يكون هو في مستقبل الأيام محتاجاً لمثل هذه الرعاية من