التجاوز ، وأكل مال
اليتيم ، والتوعيد بالعذاب الاخروي بل سلكت طريقاً آخر مستوحىً من الواقع الحياتي الذي يعيشه الفرد في كل يوم.
إن هذه الطريقة الجديدة تتمثل في تنبيه
المتجاوزين بإنهم لو ظلموا اليتامى ، وتجاوزوا على حقوقهم ، فليحذروا أن
يكون جزاؤهم نفس ما عملوه مع اليتيم ، ولينتظروا يوماً يعامل فيه أيتامهم
بنفس الطريقة التي أساؤوا بها إلى أيتام الآخرين.
« إن أكل مال اليتيم يخلفه وبال ذلك في
الدنيا ، والآخرة. أما في الدنيا : فان الله تعالى يقول : (وَلْيَخْشَ
الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللهَ). وأما في
الآخرة فان الله عز وجل يقول : (إِنَّ الَّذِينَ
يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا)[٢].
إذاً فلرعاية الايتام أثار وضعية دنيوية
، وللإِساءة اليهم مثلها إذ كل شخص في هذه الحياة عرضة إلى الموت وأبنائه
معرضون إلى اليتم في كل لحظة ، فليتق الله في الأيتام ليتق غيره في أيتامه.
وبالعكس ، فرعايتهم ، والأخذ بأيديهم له
الأثار الوضعية أيضاً