وبتعبير أوضح : المطلوب من الطبقات
القريبة أن تعطف بشيء على الارحام تحقيقاً للاوامر التي تحث على رعاية صلة الرحم.
وهكذا بقية الطبقات الضعيفة ممن
تناولتهم الآية الكريمة.
وذهب بعض المفسرين : إلى أن المجلس
المذكور هو مجلس الوصية ، وحينئذ فيكون الخطاب موجهاً إلى ( المورثين ) وهم
من تحضرهم الوفاة فقد أمروا أن لا يغفلوا ذوي قرباهم حين الوصية امتثالاً
لما أوصى به الله من رعاية الارحام ، وتفقدهم وكذلك اليتامى ، والمساكين.
ولأي من التفسيرين يميل الباحث فان
الآية الكريمة لا شك انها لاحظت باطارها العام جانب المعوزين ولم تتركهم
حتى في حالة عدم استحقاقهم الشرعي وخاطبت الورثة ، أو المورث. على الخلاف
فيه بلزوم رعاية المحتاجين من أرحامهم ليحققوا بذلك غاية نبيلة انسانية.
وتكون النتائج الحتمية لهذه العملية هي
تقوية أواصر المحبة ، والود بين أفراد الاسرة الواحدة والتي تجمع أفرادها وحدة النسب ، والسبب.
وكان اليتامى على التفسيرين من جملة من
شملهم العطف الإِلهي في هذه الوصية المقدسة.
* * *
٣ ـ تربية اليتيم :
(وَوَجَدَكَ
ضَالاًّ فَهَدَىٰ).
والآن وحيث استوفت الآيات القرآنية
الجوانب المعاشية لليتيم ودفعت بالاثرياء لأن يساعدوا الايتام ، ويهيئوا
لهم الملاجيء السكينة فلا بد من الاتجاه ، والحث على تربية هؤلاء تربية
صالحة للئلا يبقى اليتيم عاطلاً لا تستفيد الامة من مواهبه.