ومظاهر التكريم في الآية الكريمة تأتي
مستوحاة من التدرج في تقديم اليتامى على المساكين ، وأبناء السبيل في إعطائهم حصة من الخمس وان كان الكل من بني هاشم.
ولا خلاف في عدم إشتراط الفقر في ابن
السبيل وهو :
المنقطع به الطريق في غير بلده سواءً
بسرقة ماله ، أو غير ذلك مما يجعله محتاجاً ، ولا يمنع غناه في بلده مع عدم
تمكنه من الاستغناء في مثل هذا الحال ببيع شيء من ماله ، أو الإِفتراض أو
غيرهما فيعطي حصة من الخمس بمقدار ما يليق بحاله من المأكول ، والملبوس ،
والمركوب إلى أن يصل الى بلده ، أو إلى بلدٍ يمكنه تحصيل المال فيه فيمنع
حينئذٍ من الصرف عليه ولا يختلف فقهاء الشيعة في ذلك.
وأما المسكين فهو الفقير ، أو أنه
الاسوأ منه حالاً كما جاء ذلك عن الإِمام الصادق (ع) في قوله :
« الفقير الذي لا يسأل الناس. والمسكين
أجهد منه » [١].
[١] وسائل الشيعة : كتاب الزكاة : باب (١) من أبواب أصناف
المستحقين للزكاة / حديث (٣).