فنقول : انهم ذكروا لصيغة الامر معاني
متعددة : منها الطلب. ومنها الترجي والتمني كما في قول الشاعر :
الا يا أيها الليل الطويل الا انجلى
بصبح وما الاصباح منك بأمثل
ومنها التهديد كقوله سبحانه : « اعملوا ما شئتم »
[١]. ومنها
الانذار ومنه قوله تعالى : «
قل تمتع بكفرك قليلا » [٢] ، « وتمتعوا في داركم ثلاثة أيام »
[٣]. ومنها
التسخير والإهانة والتسوية كقوله سبحانه : « كونوا قردة خاسئين »
[٤] ، وقوله
تعالى : « اخسئوا
فيها ولا تكلمون » [٥] ، وقوله عز من قائل : « فاصبروا أو لا تصبروا
» [٦].
ومنها غير ذلك من المعاني الاخر كالاستعانة والتكذيب والمشورة والتعجب ونحوها مما
هو مذكور في المطولات.
ولكن التحقيق خلافه وأنه لايكون دلالة
للصيغة بنفسها على شيء من المعاني المزبورة ما عدا المعنى الأول وهو الطلب ، بل
ولا كانت الصيغة مستعملة في شيء منها بوجه أصلا ، بل ما هو مدلول الصيغة لايكون
الا معنى وحدانيا وهو الطلب الانشائي أو