اسم الکتاب : مبادئ الوصول الى علم الاصول المؤلف : العلامة الحلي الجزء : 1 صفحة : 170
البحث الخامس
« في : جواز سماع المكلف العام من غير سماع ما
يخصصه »
يجوز أن يسمع المكلف العام من غير أن
يسمع ما يخصصه خلافا لابي علي ، ولابي الهذيل [١].
لانه : يجوز في المخصوص بدليل العقل ،
وإن لم يعلم السامع في العقل ما يدل عليه عندهما.
فكذا هنا ، وقد سمعوا « ... اقتلوا المشركين
» [ ٩ / ٦ ] ،
ولذلك أتى بلفظة
بقرة منونة ، وما كانوا محتاجين إلى البيان ، بل أي بقرة ذبحوها وقع الامتثال
للامر. ثم لما سألوا ، نسخ الله تعالى تلك ، وأوجب بقرة معينة بالصفات المذكورة.
وهكذا مروي عن ابن عباس ، فإنه قال : لو ذبحوا أي بقرة أرادوا لاجزأت ، لكنهم
شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم.
وأما الثانية فنقول
: لا نسلم أن لفظة ثم للتراخي في الجمل ، بل في المفردات سلمناه ، لكن لا نسلم أن
المراد تأخير مطلق البيان ، سواء كان تفصيليا أو إجماليا ، ولم لا يكون المراد من
البيان ، البيان التفصيلي ، وذلك لا ننكره نحن.
« غاية البادي : ص
٩٦ ـ ٩٧ »
[١] محمد بن الهذيل
بن عبد الله بن مكحول العبيدي مولى عبد القيس ، من أئمة المعتزلة ، ولد في البصرة
سنة ١٣٥ ، واشتهر بعلم الكلام ، وكان حسن الجدل قوي الحجة ، سريع الخاطر. كف بصره
في آخر عمره
اسم الکتاب : مبادئ الوصول الى علم الاصول المؤلف : العلامة الحلي الجزء : 1 صفحة : 170