اسم الکتاب : كفاية الأصول - ط آل البيت المؤلف : الآخوند الخراساني الجزء : 1 صفحة : 282
إما بدعوى اختصاص فهم القرآن ومعرفته
بأهله ومن خوطب به ، كما يشهد به ما [١]
ورد في ردع أبي حنيفة وقتادة [٢]
عن الفتوى به.
أو بدعوى [٣] إنّه لأجل احتوائه على مضامين شامخة
ومطالب غامضة عالية ، لا يكاد تصل إليه أيدي أفكار أولي الأنظار الغير الراسخين
العالمين بتأويله ، كيف؟ ولا يكاد يصل إلى فهم كلمات الاوائل إلّا الأوحدي من
الأفاضل ، فما ظنك بكلامه تعالى مع اشتماله على علم ما كان وما يكون وحكم كلّ شئ.
أو بدعوى [٤] شمول المتشابه الممنوع عن اتباعه
للظاهر ، لا أقل من احتمال شموله لتشابه المتشابه وإجماله.
أو بدعوى إنّه وأنّ لم يكن منه ذاتاً ،
إلّا إنّه صار منه عرضاً ، للعلم الإِجمالي بطروء التخصيص والتقييد والتجوز في غير
واحد من ظواهره ، كما هو الظاهر.
أو بدعوى شمول الإخبار الناهية [٥] عن تفسير القرآن بالرأي ، لحمل الكلام
الظاهر في معنى على إرادة هذا المعنى.
ولا يخفى أن النزاع يختلف صغروياً وكبروياً
بحسب الوجوه ، فبحسب غير الوجه الأخير والثالث يكون صغروياً ، وأما بحسبهما
فالظاهر إنّه كبروي ، ويكون
[١] وسائل الشيعة ١٨
: ٢٩ ، الباب ٦ من أبواب صفات القاضي ، الحديث ٥٢٧ ، الكافي ٨ : ٣١١ ، الحديث ٤٨٥.
[٢] هو قتادة بن
دعامة بن عزيز أبو الخطاب السدوسي البصري ، مفسر حافط ضرير أكمه ، قال أحمد بن
حنبل : قتادة أحفظ أهل البصرة ، كان مع علمه بالحديث رأساً في العربية ومفردات
اللغة وأيام العرب والنسب ، وكان يرى القدر وقد يدلّس في الحديث ، مات بواسط في
الطاعون سنة ١١٨ ه ، وهو ابن ست وخمسين سنة. ( تذكرة الحفاظ ١ : ١٢٢ الرقم ١٠٧ ).