اسم الکتاب : كفاية الأصول - ط آل البيت المؤلف : الآخوند الخراساني الجزء : 1 صفحة : 131
قلت : هاهنا أيضاً مستند إلى عدم قدرة
المغلوب منهما في إرادته ، وهي مما لابد منه في وجود المراد ، ولا يكاد يكون بمجرد
الإرادة بدونها لا إلى وجود الضد ، لكونه مسبوقاً بعدم قدرته ـ كما لا يخفى ـ غير
سديد ، فإنّه وأنّ كان قد ارتفع به الدور ، إلّا إنّه غائلة لزوم توقف الشيء على
ما يصلح أن يتوقف عليه على حالها ، لاستحالة أن يكون الشيء الصالح لأن يكون
موقوفاً عليه [ الشيء ] [١]
موقوفاً عليه ، ضرورة إنّه لو كان في مرتبة يصلح لأن يستند إليه ، لما كاد يصحّ أن
يستند فعلاً إليه.
والمنع
عن صلوحه لذلك بدعوى : أن قضية كون العدم مستنداً إلى وجود الضد ، لو كان مجتمعا
مع وجود المقتضي ، وأنّ كانت صادقة ، إلّا أن صدقها لا يقتضي كون الضد صالحا لذلك
، لعدم اقتضاء صدق الشرطيّة صدق طرفيها ، مساوق [٢] لمنع مانعية الضد ، وهو يوجب رفع
التوقف رأساً من البين ، ضرورة إنّه لا منشأ لتوهم توقف أحد الضدين على عدم الآخر ،
إلا توهّم مانعية الضد ـ كما أشرنا إليه ـ وصلوحه لها.
إن قلت : التمانع بين الضدين كالنار على
المنار ، بل كالشمس في رابعة النهار ، وكذا كون عدم المانع مما يتوقف عليه ، مما
لا يقبل الإِنكار ، فليس ما ذكر إلّا شبهة في مقابل البديهة.
[٢] مع أن حديث عدم
اقتضاء صدق الشرطيّة لصدق طرفيها ، وأنّ كان صحيحاً ، إلّا أن الشرطيّة ـ هاهنا ـ
غير صحيحة ، فإن وجود المقتضي لضد ، لا يستلزم بوجه استناد عدمه إلى ضدّه ، ولا
يكون الاستناد مترتباً على وجوده ؛ ضرورة أن المقتضي لا يكاد يقتضي وجود ما يمنع
عما يقتضيه أصلاً كما لا يخفى ، فليكن المقتضي لاستناد عدم الضد إلى وجود ضدّه فعلاً
عند ثبوت مقتضي وجوده ، هي الخصوصية التي فيه الموجبة للمنع عن اقتضاء مقتضيه ،
كما هو الحال في كلّ مانع ، وليست في الضد تلك الخصوصية ، كيف؟ وقد عرفت إنّه لا
يكاد يكون مانعاً إلّا على وجه دائر ، نعم إنّما المانع عن الضد هو العلة التامة
لضدّه ، لاقتضائها ما يعانده وينافيه ، فيكون عدمه كوجود ضدّه مستنداً إليها ،
فافهم ( منه قدسسره ).
اسم الکتاب : كفاية الأصول - ط آل البيت المؤلف : الآخوند الخراساني الجزء : 1 صفحة : 131