والجواب: انّ تفسير ما ورد حول الضلالة والهداية من الآيات
لا يتيسّر إلاّ بالنظر إلى مجموع ما ورد في ذلك المجال، فإنّ
الآيات الواردة في ذلك المضمار متخالفة المفهوم، وربما
يتراءى في بادىَ الاَمر وجود التضارب بينها، ولكن إذا نظرنا إلى
المجموع، وجعلنا البعض قرينة للآخر، يُصبح المجموع ذا
معنى واحد، وهذا ما يتكفّله التفسير الموضوعي لآيات القرآن
الكريم، وإلاّ فهناك آيات وقعت ذريعة للجبريّين كما عرفت،
وآيات أُخرى اتّخذتها المفوضة سنداً لمذهبها، وما هذا
الاختلاف إلاّ للنظر إلى بعض الآيات غافلاً عن البعض الآخر،
ولو وقع الجميع مورداً للنظر والدراسة لاَصبح الكل هادفاً إلى
معنى واحد لا إلى الجبر ولا إلى الاختيار بمعنى التفويض.
ويعلم ذلك ببيان أقسام الهداية الاِلهية، وإليك البيان: