responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : روية الله في ضوء الكتاب والسنة والعقل المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 88

ميسور سواء أذعن العامل بكونه مطابقاً للواقع أو لا ، بل يكفي قيام الحجّة على لزوم تطبيق العمل عليه ، ولكن المطلوب في العقائد هو الإذعان وعقد القلب ونفي الريب والشك عن وجه الشيء ، وهو لا يحصل من خبر الواحد ولا من خبر الإثنين ، إلاّ إذا بلغ حدّاً يورث العلم والإذعان; وهو غير حاصل بنقل شخص أو شخصين .

ثانياً : أنّ الحديث مخالف للقرآن ، حيث يثبت لله صفات الجسم ولوازم الجسمانية كما سيوافيك بيانه عن السيّد الجليل شرف الدين ـ رحمه الله ـ .

ثالثاً : ماذا يريد الراوي من قوله : «فيأتي الله في غير الصورة الّتي يعرفون ، فيقول : أنا ربُّكم»؟ فكأنّ لله سبحانه صوراً متعدّدة يعرفون بعضها وينكرون البعض الآخر!! وما ندري متى عرفوا الّتي عرفوها ، فهل كان ذلك منهم في الدنيا ، أو كان في البرزخ ، أو في الآخرة؟؟!

رابعاً : ماذا يريد الراوي من قوله : «فيقولون : نعم ، فيكشف عن ساق ، فلا يبقى من كان يسجد لله من تلقاء نفسه . . .»؟ فإنّ معناه أنّ المؤمنين والمنافقين يعرفونه سبحانه بساقه ، فكانت هي الآية الدالة عليه .

خامساً : كفى في ضعف الحديث ما علّق عليه العلاّمة السيد شرف الدين ـ رحمه الله ـ حيث قال : إنّ الحديث ظاهر في أنّ لله تعالى جسماً ذا صورة مركبة تعرض عليها الحوادث من التحوّل والتغير ، وأنّه سبحانه ذو حركة وانتقال ، يأتي هذه الأُمّة يوم حشرها ، وفيها مؤمنوها ومنافقوها ، فيرونه بأجمعهم ماثلا لهم في صورة غير الصورة الّتي كانوا يعرفونها من ذي قبل ، فيقول لهم : أنا ربكم ، فينكرونه متعوّذين بالله منه ، ثمّ يأتيهم مرّة ثانية في الصورة التي يعرفون ، فيقول لهم : أنا ربّكم ، فيقول المؤمنون والمنافقون جميعاً : نعم أنت ربّنا ، وإنّما عرفوه بالساق إذ كشف لهم عنها ، فكانت هي آيته الدالّة عليه ، فيتسنّى حينئذ السجودُ للمؤمنين منهم دون

اسم الکتاب : روية الله في ضوء الكتاب والسنة والعقل المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 88
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست