responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نهاية المرام في عـلم الكــلام المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 66

البحث الثالث: في تفصيل قول المعتزلة في هذا الباب [1]

ذهب جماعة من معتزلة البصرة «كأبي يعقوب الشحّام» و «أبي علي الجبّائي» وابنه «أبي هاشم» و«أبي الحسين الخيّاط» و «البلخي» و «أبي عبد اللّه البصري» و«أبي إسحاق بن عيّاش» و «قاضي القضاة عبد الجبار» و تلامذته، إلى أنّ المعدومات الممكنة قبل وجودها ذوات وأعيان وحقائق ثابتة في أنفسها، جواهر وسواد وبياض وغير ذلك، وأنّه لا تأثير للّه تعالى في جعل الذوات ذواتاً والجوهر جوهراً وغير ذلك، بل إنّما يؤثر في جعل تلك الذوات موجودة. واتفقوا على أنّ تلك الذوات متباينة بأشخاصها، وأنّ الثابت من كلّ نوع من تلك الذوات المعدومة عدد غير متناه، فللجوهر أشخاص هي جواهر متساوية غير متناهية، وكذا السواد له جزئيات متماثلة غير متناهية، وكذا البياض وغيرها من الأنواع. واتفقوا كافة على أنّ تلك الذوات المعدومة متساوية في كونها ذوات، وأنّ الاختلاف بينها إنّما هو بصفات.

ثمّ اختلفوا، فذهب أكثرهم إلى أنّ تلك الذوات المعدومة موصوفة بصفات الأجناس كالجوهرية في الجوهر، والسوادية في السواد، والبياضيّة في البياض، وزعم «ابن عيّاش» أنّها عارية عن جميع الصفات في العدم وإنّما تحصل الصفات في زمان الوجود.

أمّا القائلون بالصفات، فزعموا أنّ صفات الجوهر، إمّا أن تعود إلى الجملة، كالحيّية وما يكون مشروطاً بها [2]، أو إلى الأفراد وهي أربع:


[1] انظر مقالات الإسلاميين: 158 وما بعدها ; أوائل المقالات: 98; المحصّل، وذيله: 83 ـ 85; المواقف: 56 ـ 57.
[2] والصفات المشروطة بالحياة هي الاعتقادات والظنون والأنظار والقُدَر والشهوات والنفارات والآلام والإرادات والكراهات، وهي مع الحياة عشرة والموت عند أبي علي أيضاً منها. نقد المحصل: 84.

اسم الکتاب : نهاية المرام في عـلم الكــلام المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 66
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست